” ولا يحرمنيش منِك “

 

سها نافع

كلامها الجميل دائمًا يُؤثرني ، أنا وهي زملاء في العمل ومع الأيام والمواقف تحولت الزمالة إلى صداقة ، تجمعنا إدارة واحدة ولكن كلاً منا في مكان مختلف، نتواصل بالهاتف أحيانًا يوميًا وأحيانًا أخرى على فترات قصيرة جدًا خلال الأسبوع لكن لا يخلو أسبوع دون أن نتسابق في السؤال عن بعضنا ويأخذنا الحديث في دقائق معدودة ولكنها عميقة المعنى والاحساس والتأثير على النفس فجمال الأحاديث لا يكمن في عدد كلماتها ولا مدتها كثرت أو قلّت ولكن ما تحدثة تلك الكلمات من مشاعر الود والحب والتقدير والاحترام المتبادل وقد تزن تلك التأثيرات وزن الجبال ، فتخيلوا قبل أن ينطق اللسان بكلمات ” صباح الخير أيه أخبارك ؟ “ينطق بها القلب !!
وتخيلوا أيضًا إن أساس تلك العلاقة اعتمد بالمصادفة ودون إتفاق على عدم التدخل أو الخوض في الأمور الشخصية و الحياة الخاصة أو حتى ما يخص مجال العمل مكافآت ، رواتب ، ترقيات ، وكلًا منا حقًا يتمنى للآخر خير النجاح ، خير الفلاح وخير ما في الدنيا وحُسن ثواب الآخرة وكما يقولون الصديق الطيب رزق وأضيف عليها أن تجده يشبهك حتى في المبدأ ، في الطباع ، الأفكار في منهج حياتك فهو رزق الرزق.
وجميل إن تجده يبحث عنك بالأخص في وقت ضيقة أو ضعفه أو حيرته برغم من من حوله من اصدقاء أخرين أنت تعلمهم ويسمعك أنه يحتاجك ، يحتاج رأيك ، مشاركتك ، دعمك وينقل لك دائمًا أنك أنقذته نفسيًا وأنرت بصره وبصيرته ويثني عليك ويعطيك حقك وقدرك ويختم دائمًا كلامه معك بدعوات صادقة تزلزل مشاعرك تارة لجمالها وتارة لكونك تسمعها من قلبها ثم تتوج دُعائها بكلماتها المأثورة لي ” ربنا ما يحرمنيش منِك ابدًا ” فلا أجد في لحظتها سوى سباق بين قلبي ولساني أيهما يرد عليها أولاً قائلًا لها:
” ولا يحرمنيش منِك “.

" ولا يحرمنيش منِك "
Comments (0)
Add Comment