بقلم / علي شعــــلان
كل ھذا التخبط الذھني وصراع التساؤلات یدور في عقلي وأنا أتبرك على قدماي قابعاً على الأرض عند رأس أمي الراقدة على السریر ناظراً إلیھا ودموعھا ذارفة قائلة : (( یا… منـــ ..منصور… یا ولدى..یااا ری يا راح ..روح ياااا…روحي أنت ، یا عنقود عظمى اللامي إن إختنقت أنت..أموت أنا )) .
وكلام ینم عن النحنحة من ھذا القبیل . وأنا استمع بحذر أرد بفظاظة : (( ماذا تریدى أن تقولى یا حجة ..عایزة إیه ؟)).
-عاودت : ((ستفھم ، حینما أموت أني حاولت المُحافظة علیكم یشھد الله وأبیكم على ذلك . قسوتى علیكم حتى تخشوْشنوا فإن طیب العیش معی مستحیل. حتماً ، ستفھم أن جیراننا لا یحبونكم ولن یحبونكم أبداً حتي يتحبب ويتسلل الكفر إلي السبع سموات والأراضين )).
أقول في نفسي…مُتأفإفاً : (( لا یحبونك أنتى فقط )).
ثم أكملت الجثة المتكلمة : (( وإن إمتعضت یا منصور عن حدیثى..إذن أبصر!..لن یحبونى أبداً ولن یحبوا من ھم من نسلي، القضاء علىّ واجب ، ولحاقكم بي إلى السماء أو إلى حارة أخرى ملعوب ، والسطو على ممتلكات أسرتك مرغوب ، ودفن ذكریاتنا مأمول ، و زج شھداء الزور مفعول أمام شجارٍ.. ذو عتاد زادھم وسلاحھم.. محسوم)).
خذ وصیتى لك و ابلغ إخواتك بوصیتي لهم _وصايا قاحلة من ذھب المعز،سیف قطز،مال قارون، و مُلك سلیمان _ ابلغھم انى “استودعت فیھم الرب” .
وإحتضنتني حتى أحسست أنى ملاك ذو جناحات عملاقة ، أحجب بھما ضوء الشرور عن كوكبنا ھذا ، واحتضنه أنا لوحدى ، وأفیض علیه نوراً من الرحمة والإنسانیة على أشباه بشریة تقود الحارات والعباد !.
أشباه بشریة أو آدمیون على ھیئة أحجار متحركة جافة ، وجفافھا وصل إلى نضوب الماء فیھا الذي ھو أھم وأكبر عنصر یتكون منه الآدمییون ھؤلاء !