هدى عبد السميع موسى سعيد
مرحلة أزمة منتصف العمر هي المرحلة التي تحدث فيها العديد من حالات الطلاق والخيانة والتعدد، وهي فترة التقلبات العاطفية التي تصيب الكثير من الأشخاص.
بدايتها: من نهاية الثلاثين إلى منتصف الخمسين.
أعراضها بالنسبة للرجل:
1. يبدأ الرجل في الشعور بأنه قد كبر وأن العمر قد مرّ سريعًا، فيصدم بالحقيقة. في هذا الوقت، يصبح الرجل سهلاً وحيدًا، ويشعر بأن أي امرأة قد ترغب في التسلية أو الحصول على أمواله. هنا يتحول الرجل إلى مراهق، يصاحب ويحب في السر، ويسهر ويحلم، ويسمع أغاني رومانسية كما كان يفعل في شبابه.
2. الاكتئاب الناتج عن الصدمة النفسية، حيث يميل الرجل إلى العزلة ويشعر بالتعب المستمر، والعصبية، ويفقد الشعور بالفرح. يصبح مضطربًا، قلقًا، وغير مستمتع بأي شيء.
3. يبدأ الرجل أيضًا في الاهتمام بنفسه بشكل مفرط؛ يذهب إلى أطباء التجميل، يصلح أسنانه، يشد وجهه، يزرع شعره، ويشتري ملابس شبابية. يبدأ يشعر بأن عائلته أصبحت عبئًا عليه لأنهم يمنعونه من الانطلاق.
أما بالنسبة لقراراته، تبدأ بالتراجع مرة أخرى. تصبح قراراته متمردة، ويبدأ في ممارسة العادات السيئة مثل التدخين. يفكر في الانفصال عن زوجته لكي يتحرر من المسؤوليات ويعيش في علاقات سرية.
لكن هذه الحالة لا تستمر طويلًا، يبدأ الرجل في الاستفاقة وكأنها كانت حلمًا، ويحاول أن يرجع كل شيء كما كان. وعندما يعود إلى صوابه، يفاجأ بحجم الدمار الذي حدث: هدم بيته، فقد أسرته، وتغيرت مشاعر أولاده تجاهه، وفقد مكانته الاجتماعية. إصلاح ذلك يحتاج إلى وقت وجهد كبير، وتظل هذه العلاقة بها شروخ كبيرة.
أسبابها:
يمكن أن تحدث بشكل طبيعي، أو نتيجة لخسارة كبيرة أو تغير مفاجئ مثل الطلاق أو وفاة الوالدين أو ترك الأبناء ليبدأوا حياتهم الخاصة. قد ترجع أيضًا إلى أسباب شعورية واجتماعية.
أما بالنسبة للمرأة:
تبدأ المرأة مرحلة سن اليأس، حيث تنخفض معدلات هرموني الاستروجين والبروجسترون وبعض الهرمونات العصبية المسؤولة عن الحالة المزاجية.
لتشخيص أزمة منتصف العمر بشكل صحيح:
يجب استبعاد احتمالية وجود اضطراب في الغدة الدرقية وما يصاحبها من اضطرابات في الحالة المزاجية والصحية بشكل عام، بالإضافة إلى التأكد من عدم وجود أمراض نفسية أو عقلية.
ما هي طرق التعامل مع الزوج في أزمة منتصف العمر؟
1. كوني صبورة وتحلي بالصبر.
2. اهتمي بنفسك.
3. قومي بوضع حدود.
4. الاستشارات الزوجية.
5. لا تمنعي العلاقات الزوجية.
6. سيطري على غضبك.
7. وضعي نظامًا غذائيًا ورياضيًا مناسبًا.
8. جربي أنشطة جديدة مثل السفر.
9. وضعي أهدافًا جديدة للفترة المقبلة.
10. راجعي إنجازاتك السابقة.
استمتعوا بحياتكم مبكرًا، ولا تأجلوا السعادة لأي سبب من الأسباب، لأن اليوم الذي ينتهي لا يعود مرة أخرى.
اهتموا بصحتكم، وبطعامكم، وحياتكم الاجتماعية والدينية.
د. هدى عبد السميع موسى سعيد
استشاري نفسي وأسري، معالج إكلينيكي، كوتشينج، ومدرب نقابي معتمد بهولندا.