حسن محمود الشريف
أرسل النبي عليه الصلاة والسلام حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه برسالة الى المقوقس عظيم القبط فى مصر يدعوه فيها الى الإسلام
وما أن وصل حاطب رضي الله عنه إلى الاسكندرية برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الجميع بانتظاره فقرأ عليهـــم الرسالة
وطلبوا منه أن يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تشـــــوق الجميع الى رؤيته
وكان ممن اشتاق إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم مارية بنت شمعون جارية المقوقـــس
وقد أكرم المقوقس رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام وحمله بالهدايا وجاريتين هما مارية وأختها سيرين فرحت مارية رضى الله عنها لإنها سترى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً من حديث حاطب بن أبى بلتعة رضي الله عنه وفي الطريق إلى المدينة رأت مارية وأختها رضى الله عنهن حاطب وهو يتوضأ ويصلي ويتلو القرآن
فقالت : ما هذا الكلام الجمــــيل يا حاطب ؟ فشرح لهما مبادئ الإسلام فلامس الإيمان قلبها هي واختها سيرين فأسلمتا وتعلق قلبها برؤية الحبيب عليه الصلاة والسلام قبل أن تراه وتمنت أن تعيش عنده خادمه طيلة عمرها ..
وما أن وصلت المدينة المنورة رضى الله عنها ورأت النبي صلى الله عليه وسلم لم تتمالك نفسها فرحاً وانشراحاً ..
وأكرمها النبي عليه الصلاة والسلام كرماً شديداً ،
وجلست تحدث النبي عليه الصلاة والسلام عن أصلها وبأنها ولدت بقرية ( حفن )الواقعة على الضفة الشرقية للنيل وهي الأن قرية ( ديرمواس ) بمحافظة المنيا بصعيد مصر
فتزوجها رســـــــــول الله صلى الله عليه واله وسلم
ولقد حظيت مارية رضى الله عنها بحب الرسول صلى الله عليه واله وسلم
حتى قالت عائشة رضي الله عنها : ما غرت على إمرأة إلا دون ماغرت على مارية لانها جميلة دعجة أي شديدة سواد العـــــين مع بياضها .!!بلغ من قدرها بأن الرسول صلى الله عليه واله وسلم أوصى بها وبأهل مصر جميعا إكراماً لها قائلاً : إذا فتحتم مصر فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً ..
وبعد فترة قضتها مارية عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلت بشـــرى إلي أهل المدينة ،
فقد حملت مارية رضي الله عنها وفرح النبي عليه الصلاة والسلام فرحاً شديداً لإنه لم يبقي له من أوﻻده سوى فاطمة رضي الله عنها ..
وفي ذي الحجه 8 هجرية ولدت مارية رضي الله عنها مولوداً سماه الرسول عليه الصلاة والسلام إبراهيم تيمناً بخليل الرحمن ..
فرحت مارية رضى الله عنها كثيراً بإبراهيم رضي الله عنه لأنه أدخل السرور على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يمر كل يوم على مارية رضي الله عنها ليرى إبراهيم ويزداد أنساً بإبتسامته ..ولم تدم هذه الفرحة طويلاً فما أن بلغ إبراهيم رضى الله عنه ستة عشر شهراً حتى توفاه الله ودمعت عينى الحبيب عليه الصلاة والسلام يبكيه ، وحزنت مارية رضي الله عنها حزناً شديداً على فراق إبراهيم رضي الله عنه ،
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحيماً مواسياً لها فلم ينقطع عنها .
وبعد عام جددت الأحزان على مارية رضي الله عنها فمات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الاول 11هجرية ، وزاد الحزن على مارية رضي الله عنها
ولزمت بيتها عابدة طاعة لربها وكان ينفق عليها أبوبكر رضي الله عنه ثم من بعده عمر رضي الله عنه ،
وفي خلافة عمر رضي الله عنه في شهر المحرم 16 هجري لحقت مارية أم إبراهيم رضي الله عنها بالرفيق الأعلى وصلى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه ودفنت بالبقيع وبعد فتح مصر ذهب سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه إلى قرية مارية القبطية رضي الله عنها يبحث عن أسرتها ومكانها فأقام مسجداً على بيت أسرتها إكراماً لها رضي الله عنها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فى الحديث الصحيح إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وفى الختام رحم الله السيدة مارية القبطية ام ابراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سائر أمهات المؤمنين ،، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.