انتصار عمار
كشعاع الشمس يسكب بريقه في عينيها، وضوء قمر يصافح السعادة في جبينها.
وتكسو حمرة وجنتيها، كابتهاج قلب بقدوم العيد.
صغيرة لم تكبلها مآسي الحياة بعد، كجنين في بطن أمه، لا يعي شيئًا، سوى حبل سري ممتد، ليربطه بشريان الحياة.
وهو يستكين داخل رحم أمه، محاط بسياج أنفاسها، تحمله نبضات قلبها، لا يكترث لشيء.
طفلة جميلة تغمر البراءة طفولتها، وتظلل البهجة ملامح وجهها، تمرح والحياة، وتلهو وأرجوحتها، تسابق نسمات السعادة، لتخطها نقوشًا على جبين الزمان.
تجري وتمرح، تحمل رغيف الخبز مسرعة إلى المنزل، وكأنها تحمل زاد السعادة إلى الحياة.
وكأنها تحمل بين يديها إكسير الحياة، وكأن الحياة برمتها تجسدت لديها في كسرة خبز.
وأب يأخذه حنين إليها، فيداعبها، ويسابقها، كي يلحق بها، ويلقي بها في أحضان الأمان بين ساعديه.
وترتاح أنفاسها حين تستمع إلى نبضات قلبه، وهي تميل لتقبل وجنتيها.
وكأنه يعانق طفولته فيها، ويبدد بسعادتها سخط الحياة.
شريان حب ممتد، بلا نهاية، وفيض من نهر عطاء لا ينفذ، ولا ينضب، لا حد له.
مطبوع ومختوم بخاتم إلهي على قلب كل أب.
يتناسى نفسه، ومتاعب الحياة بين جنبات ضحكة صغيرته، حينما تضيء السعادة في عينيها.