محمود سعيد برغش
كان هناك شاب في مقتبل العمر، شغوف بالحياة والعمل، بدأ حياته في وظيفة حكومية جديدة. كان له طموح كبير وأمل واسع، ومع مرور الأيام، تعرف على زملائه في العمل وكون صداقات، لكن هناك واحدة منهم أثارت اهتمامه بشكل خاص. كانت فتاة جميلة، هادئة، تحمل سحراً في عيونها، وكان كلما نظر إليها، شعر بقلبه ينبض بسرعة، لكنه كان في غاية الخجل، ولا يجرؤ على الاقتراب منها أو حتى الحديث إليها.
مرت الأيام والشهور، وحاول مراراً لفت انتباهها بطرق غير مباشرة، ولكن خجله كان يقيده. وكان يسأل زملاءه عنها بحذر، إلى أن اكتشف أنها ليست مرتبطة. بدأت الأمل يتراءى له، لكنه ظل متردداً، يخشى أن يرفضه قلبها، فيخسر حتى تلك النظرات العابرة.
ذات يوم، أخذ زميل له في العمل، الذي لاحظ تلك المشاعر المكبوتة، ينصحه بشجاعة أن يتحدث إليها ويعترف بحبه. لكن الخوف كان أقوى من عزمه، فتأخر في اتخاذ القرار. وبعد فترة، تقدم أحد أقارب الفتاة لخطبتها، فازدادت مرارة قلبه.
مرت الأيام وتزوجت الفتاة، وكان الشاب يراها في العمل، تتحدث عن حياتها الزوجية وكأن الزمن عاد به إلى الوراء، حيث كانت كل لحظة معه حلمًا لم يتحقق. مرت سنوات طويلة، وتوفي زوجها، وأصبح أولادها كباراً، ومرت أوقات طويلة من الانتظار والندم، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الشاب أنه لن يضيع فرصة أخرى.
عندما فقدت زوجها، شعر بأنها قد تكون فرصته الأخيرة، فتشجع وذهب إلى أولادها طالباً منهم الموافقة على الزواج منها. كانت الفتاة، التي فقدت زوجها، مترددة في البداية، خوفاً من رفض أولادها، ولكن الحب القديم الذي لم ينطفئ في قلب الشاب دفعه للقتال من أجل ما كان يحلم به.
تزوجا، وعاشا سويًا عامين من السعادة، لكن كما هي الحال مع كثير من القصص، كانت نهاية الوقت أقرب من الجميع. أصيبت الفتاة بمرض مفاجئ، وعاشت لفترة قصيرة، ثم فارقت الحياة. حزن الشاب حزنًا شديدًا على فقدانها، حتى أن قلبه لم يتحمل، فمات بعد وفاتها بفترة قصيرة.
وفي النهاية، تركت القصة درسًا في أن الوقت لا ينتظر أحدًا، وأن الفرص تأتي ولا تعود، وأن الحياة قصيرة جدًا لتأجيل الاعتراف بالحب.