الحكمة

كتبت/رانده حسن
إختصاصى نفسي

تعد الحكمة من أغلى ما يمكن أن يمتلكه الإنسان، إذ هي عنوان لرجاحة العقل ونضج التجربة، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه بها فقال: “اللهم علمه الحكمة” [رواه البخاري]. بل أكثر من ذلك، فقد اقترن ذكر الحكمة بالقرآن الكريم في أكثر من موضع في كتاب الله عز وجل: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) (النساء / ۱۱۳)، (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (آل عمران / ١٦٤). بل جعل الله عز وجل الحكمة من أعظم النعم حيث قال: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب) (البقرة / ٢٦٩).
إن الحكمة هي: الفهم العميق للبشر، والأشياء والأحداث والمواقف مما يؤدي إلى القدرة على الاختيار أو التصرف بشكل مستمر للحصول على أفضل النتائج بأقل وقت وجهد ومنها أن الحكمة هي القدرة على التطبيق الأمثل بفعالية وكفاءة للفهم والمعلومات للحصول على النتائج المرغوبة وهنا نفرق بين المعرفة والحكمة فالمعرفة ليست الحكمة بل هي امتلاك المعلومات لكن الحكمة هي القدرة على استغلال هذه المعلومات وتطبيقها، وبالتالي فالحكمة مرحلة من التفكير أرقى من المعرفة.

والذكاء أيضًا ليس هو الحكمة، فالذكاء هو القدرة على التفكير واستيعاب المعلومات واستنتاجها بشكل أسرع من المعتاد. وتتطلب الحكمة وفقاً لـعملية صنع القرار الناتجة من خبرة الفرد وكذلك اختيار النتائج البديلة من خلال الترتيب الجيد والمنطق الجدلي وكذلك إدارة الفرد الذاتية للعواطف والاستنتاجات السريعة والإجراءات.
إن الحكمة تعد أحد أشكال الأداء النموذجي للفرد، والتي تتضمن الاستبصار والمعرفة بالذات والعالم المحيط به، وإصدار أحكام صائبة في مسائل الحياة الصعبة. مما سبق، يتضح أن الحكمة تتضمن مجموعة من العوامل التي تتكامل مع بعضها البعض، بما في ذلك من عوامل معرفية وشخصية ووجدانية واجتماعية وأخلاقية وعوامل مرتبطة بالخبرة، وهذا يؤكد أن الحكمة مكون معقد
ومتعدد الأبعاد، وأن الحكمة قابلة للتطور، وأن السياقات البيئية والثقافية يمكن أن تيسر أو تعوق نمو الإنسان.

شارع الحكمة.
Comments (0)
Add Comment