السلامة الغذائية: ممارسات تهدد صحتنا في ظل غياب الرقابة

محمود برغش

في الآونة الأخيرة، انتشرت الأخبار التي تتعلق بضبط كميات ضخمة من جلود وعظام ودهون الدواجن، والتي كانت تُستخدم في تصنيع بعض الأطعمة الشعبية مثل اللانشون والبرجر والسجق. وهذه الحملة التي تم تنفيذها في الوراق بمحافظة الجيزة هي واحدة من الأمثلة العديدة التي تبرز الحاجة الماسة للرقابة الصارمة على صناعة الأغذية في مصر. فقد تم ضبط 5 طن من تلك المواد التي لا ينبغي استخدامها في تصنيع الأطعمة، وهو ما يفتح المجال لمناقشة عدة قضايا تتعلق بالسلامة الغذائية في الأسواق المصرية.

مخاطر استخدام المواد غير الصالحة في الأطعمة

من المعروف أن استخدام جلود وعظام ودهون الدواجن في تصنيع المنتجات الغذائية يُعد أمرًا غير صحي، بل قد يكون مضرًا بالصحة العامة. ذلك أن هذه المواد لا تحتوي فقط على مستويات عالية من الدهون، بل قد تحمل أيضًا جراثيم وميكروبات إذا لم تُعالج بشكل سليم. بالإضافة إلى ذلك، فإن إضافة هذه المواد إلى الطعام يشكل تدنيًا في جودة المنتجات الغذائية، مما يعرض المستهلكين لمخاطر صحية تتراوح بين اضطرابات هضمية إلى أمراض أكثر خطورة مثل التسمم الغذائي

غياب الرقابة والمحاسبة

الواقع أن تلك الحوادث تكشف عن مشكلة أساسية تتعلق بنقص الرقابة على الأسواق والمصانع الغذائية. فكيف يمكن أن تمر مثل هذه الممارسات عبر الأجهزة الرقابية دون أن يتم رصدها أو التحقيق فيها؟ هذا يثير تساؤلات حول فعالية الرقابة وتطبيق القوانين المتعلقة بالسلامة الغذائية. والواقع أن هناك تهاونًا كبيرًا في العديد من الأحيان من قِبل الجهات المعنية في التصدي لهذه المخالفات.

من ناحية أخرى، يُظهر هذا الواقع أيضًا ضعف التوعية لدى المستهلكين بأهمية مراقبة ما يتناولونه. فتجاهل بعض الأشخاص للعلامات التجارية غير المعروفة أو شراء منتجات مجهولة المصدر في كثير من الأحيان يزيد من تعرضهم لمخاطر صحية. لكن هل تتحمل الأجهزة الرقابية وحدها المسؤولية؟ أم أن هناك دورًا أكبر يجب أن تلعبه الجهات الإعلامية والمجتمعية في نشر الوعي حول أهمية الأمن الغذائي؟

النصيحة التي يجب أن نتبعها في ظل هذه الحوادث هي أن نكون أكثر وعيًا وحرصًا عند اختيار ما نأكله. مثلًا، اللحوم المفرومة يجب أن تتم في مكان موثوق به وأن نكون على يقين من مصدرها. تجنب تناول الأطعمة المفرومة الجاهزة أو المصنعة من مصادر غي

السلامة الغذائية: ممارسات تهدد صحتنا في ظل غياب الرقابة
Comments (0)
Add Comment