محمد القماش
عن الباحث:-محمد عطيه عليان
الثقافة لفظ مشتق من كلمة الثقاف والثقاف هـي الإداة التي كان المربي يسوي بها الـرمح، ويقال أن الرمح أصبح مثقفا، وثقف الشيء أقام المعوج منه وسواه والإنسان أدبه وهذبه وعلمه.
ويعبر عن الإنسان الذي إستطاع أن يصل إلى درجة التمكن في بعض مجالات المعرفة كالفن والموسيقى والأدب بأنه فرد مثقف.
إن كلمة الثقافة تعني في علم الأنثروبولوجيا مجموعة طرائف الحياة لدى شعب معين، أي الموروث الاجتماعي الذي يحصل عليه الفرد من مجتمعه الذي يعيش فيه.
إن الثقافة في تعريف عالمه الانثروبولوجيا الأمريكية روث بنديكت هي ما يربط الناس بعضهم ببعض.
إن الثقافة تتميز بتنوعها وإختلافها من جماعة إلى أخرى حيث لكل جماعة من الناس تقاليد وعادات وطرق خاصة بحياتها.
إذ أن التعريف بين ثقافة وأخرى يعني التعريف بين أساليب الحياة، ويمكن أن نعتبر الثقافة عاملاً موحداً وعازلاً في نفس الوقت، فهي التي تساهم في عملية التفاهم بين الناس الذين تجمعهم وضعية إجتماعية واحدة، وفي الوقت نفسه ترسم الحدود والفواصل التي تعزل أبناء الثقافات المختلفة.
1- التعريف الوصفي
يتضمن هذا النوع من التعاريف عنصري الثقافة المادية واللامادية، ويرى أن الثقافة تنطوي على كل مظاهر العادات الإجتماعية وردود أفعال الأفراد، كما تنطوي على نتاج الأنشطة الإنسانية التي صيغت في إطار هذه الجماعات.
2- التعريف التاريخي
تعرف الثقافة بأنها الوراثة الكلية للجنس البشري، كما تعني كذلك الصفوة المختارة من الوراثة الاجتماعية.
3- التعريف النفسي
يحاول هذا التعريف أن يخضع الثقافة للمفهوم النفسي، فالثقافة في نظره تركز في حل المشكلات التقليدية، التي تتكون من الإستجابات التي ثبت نجاحها.
فالغرض من الثقافة وفقاً لهذا التعريف هو إشباع حاجات الأفراد والتغلب على مشاكلهم، وذلك بقصد تكيفهم مع البيئة الخارجية ومع غيرهم من أعضاء المجتمع .
4- التعريف المعياري
يؤكد هذا التعريف على أن الثقافة ما هي إلا أسلوب مميز للحياة، وما يتبعها من نتائج، ويمثل هذا التعريف (اكلينبرج, OKLINBERG) الذي يذهب إلى القول بأن الثقافة هي ذلك الكل أو ما يمكن تسميته بأسلوب الحياة الذي حددته البيئة الإجتماعية.
5- التعريف البنائي
يصف هذا التعريف الثقافة بأنها نسق تـاريخي استنتاجي لطرق المعيشة الظاهرة منها والباطنة وهو تعريف يتعارض مع وجهـة النظر القائلة بأن الثقافة هي بناء منطقي أو نموذج قائم على التجريد وهذا ما ذهب إليه العالم كيلي – W.A.KELLY.
مفهوم الثقافة عند ألفريد فيبر- A.WEBER
هي أشكال روحية تقوم على العواطف النفسية مثل الدين، وهي بخلاف الحضارة غير قابلة للإنتشار فكل ثقافة تعتبر شيئاً وحيداً، وحقيقة أصلية خاصة بشعب معين في فترة زمنية من تطوره التاريخي، وهي مظهر من مظاهر وحدته.
وهكذا فقد أعتبر أ.فيبر الثقافة كظاهرة روحية إبتداعية وحرة، أو هي المجموعة الحية في البيئة الإجتماعية بينما أعتبر الحضارة ظاهرة عقلية، وهي نتاج الإنسان للسيطرة على الوسط الطبيعي والثقافي بإستخدام الذكاء والعلم والصناعة والقيام بمشاريع معينة.
مفهوم كلوكهون للثقافة
إن مفهوم هذا العالم للثقافة يساعدنا علـى فهم السلوك البشري، إذ يقول: نقصد بالثقافة جميع مخططات الحياة التي تكونت على مدى التاريخ بما في ذلك المخططات الضمنية والصريحة والعقلية واللاعقلية، وهي توجد في أي وقت كموجات لسلوك الناس عند الحاجة.
ويقول كذلك إن الثقافة هي ذلك الجزء من السلوك الذي يتعلمه أفراد المجموعة الثقافية ويشتركون فيه، فهي ميراثنا الإجتماعي، إنها أحد العوامل الهامة التي تسمح لنا أن نعيش سوياً مع أفراد آخرين ضمن مجتمع منظم، وهي التي تقدم لنا الحلول لمعضلاتنا وتعيننا على التنبؤ بسلوك الآخرين، كما تمكن الآخرين من أن يعرفوا ما ينتظر منا أن تفعله.
مفهوم مالينوفسكي(B.MALINOWSKI) للثقافة
يعتبر هذا العالم من أبرز علماء الانثروبولوجيا الذين أسهموا في مجال تعميق مفهوم الثقافة فلقد ذهب إلى أن الثقافة تشتمل فيما تشتمل الحرف والمروثة والسلع والعمليات الفنية والأفكار والعادات والقيم.
ويقول كذلك: من الواضح أن الثقافة هي كل متكامل الذي يشمل سلع المستهلكين، والمواثيق التي تتعاهد عليها الجماعات المختلفة والأفكار والحرف الإنسانية، والمعتقدات والأعراف.
مفهوم( تايلورE.B.TYLOR) للثقافة
يعد تعريف هذا العالم الذي أطلقه سنة 1871 من أشهر التعاريف للثقافة فقد قال: الثقافة أو الحضارة بمعناها الواسع، هي ذلك الكل المركب، الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون، والعرف، وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في مجتمع.
الثقافة في مفهوم المفكر الجزائري مالك بن نبي
يرى الفيلسوف الإجتماعي (مالك بن نبي) أن الثقافة لا تضم في مفهومها الأفكار فحسب، وإنما تضم أسلوب الحياة في مجتمع معين، وتخص السلوك الإجتماعي ذاته، كذلك يرى أن الثقافة أي مجتمع من المجتمعات هي انعكاس للواقع الموضوعي لذلك المجتمع بكل ما فيه من ماديات ومعنويات، فالثقافة كما عرفها في كتابه مشكلة الثقافة هي مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الإجتماعية التي تؤثر في الفرد مند ولادته لتصبح لا شعوريا تلك العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه، فهي على هذا المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته.
ابن خلدون والثقافة
يعد المؤرخ ابن خلدون أول من قدم تعريف للثقافة وهو تعريف يقرب إلى حد ما من مصطلح الثقافة حسب ما يتداول الآن، وذلك قبل ظهور كلمة ثقافة بألمانيا بقرنين من الزمان إذ ميز ابن خلدون بين ثقافتين هما ثقافة البداوة وثقافة المدن وعد هذه الخيرة أرقى من الأولى بسبب رغد العيش أو الثروة،، لذا فالثقافة حسب تعريف ابن خلدون هي: آداب الناس في أحوالهم في المعاش كالعمران والصنائع والفنون والدراية في مجالات الحياة اليومية، في حين تتشكل آداب الناس بالتعليم والاكتساب وإعمال الفكر.
خصائص الثقافة
الثقافة سلوك مكتسب
التميز والإستقلال
الخاصية الإجتماعية
التراكم والإنتقال
التعقيد والتركيب
التوافق والتكيف
الديوع والإنتشار
والثبات والتغير
والتكامل.
بحث محمد عطية عليان