الدردشة عبر مواقع التواصل وغيرها بين الأصدقاء خاصة بعد صلاة العشا

د. فرج العادلي

أولا ما جات الشريعة لتضيق على الناس، وإنما لتنظم لهم حياتهم، وتراعي الحياتين معا الدنيوية والأخروية، ولأن الإنسان لا يدري كم بقي من عمره ربما سنة أو شهر أو ساعة أو أكثر أو أقل ( خاصة مع ما نراه من كثرة موت الشباب عافانا الله وإياكم)

فلقد جاءت الشريعة لتحفظ على الناس أوقاتهم التي هي حياتهم، وتمنع المتطفلين من مضايقة الجادين، أو تنبه الغافلين الذين يضيعون أعمارهم.

كذلك لم تحرم للهو المباح، ولا السمر الهادف، ولا الاشتغال بما ينفع الإنسان، ولكن حاولت أن يكون سمر الليل بين زوجين، بهدف الألفة والمحبة، أو مصلٍّ، أو ذاكرٍ أو…

وسبحان الله فإن بعض دول الغرب تمنع أن يتصل أحدٌ بأحدٍ ليلا إلا إذا كان هناك اتفاق مسبق بينهما، فإن فعل بغير إذن فله الحق أن يقاضيه ! تخيل

والأصل في منع الدردشات غير الهادفة
ما جاء عن أبي برزة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرَه النوم قبل العشاء والحديث بعدها؛ رواه البخاري (568)، ومسلم (647). وبقية كتب السنة.

المذاهب الفقهية:

« اتَّفق العلماء على كراهة الحديث بعد صلاة العشاء، إلا ما كان في خيرٍ ( كصلاة، وذكر، وتعليم علمٍ،
(شرح النووي).

المهم أن لا يكون لمجرد الحديث، والتسلي، والدردشة التي لا هدف لها.

وقال ابن رجب-رحمه الله-

وقد أخذ به الإمامُ أحمد، فكَرِهَ السمرَ في حديث الدنيا، ورخَّص فيه للمسافر،

ورُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا سمرَ إلا لثلاثة:

١- مصلٍّ
٢- مسافر
٣- عروس
وهذا نهي صريح

وعنها: قالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نائمًا قبل العشاء، ولا لاغيًا بعدها؛ إما ذاكرًا فيغنَم، أو نائمًا فيسلَم…

وعليه فإن الدردشة في الهواتف، ومواقع التواصل، والمجالس بعد صلاة العشاء لغير صلاة، أو ذكرٍ، أو علم، أوعمل داخل في نهي سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم.

فلا ينبغي أن ننفق الأعمار ونضيعها في الكلام، والمزاح، واللهو الدائم… وهذا يختلف عن الترويح فإنه مطلب من مطالب الشريعة
بل علينا أن نستثمر كل لحظة من حياتنا في طاعة أو عمل أو علم.

الدردشة عبر مواقع التواصل وغيرها بين الأصدقاء خاصة بعد صلاة العشا
Comments (0)
Add Comment