رانيا فتحي
تستمر ظاهرة تقديم أجزاء جديدة من المسلسلات الناجحة في الدراما المصرية، إذ يعتزم صنّاع العديد من الأعمال استئناف مغامرات أبطالهم في موسم دراما رمضان 2025؛ ما يعكس رغبة الجمهور في متابعة شخصيات تلك المسلسلات، ويعزّز من نجاحها، كما يشير تقديم أجزاء جديدة من تلك المسلسلات إلى استمرار صناعة الدراما المصرية في إرضاء الجمهور، والاستفادة من نجاح الأجزاء الأولى من أعمالهم وكسب شريحة جديدة من المشاهدين.
وفي رمضان 2025، سيكون المشاهدون في الوطن العربي على موعد مع مجموعة من الأعمال التي تَعِد بإثارة وعمق جديدين، ليثبت الفن المصري دائما أنه متطور ومتجدد.
“جودر 2”
يستكمل الفنان ياسر جلال وفريق عمل مسلسل “جودر” تقديم جزء ثانٍ من العمل، بقيادة المخرج إسلام خيري. بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول خلال رمضان الماضي، رغم أنه لم يكن مقررًا تقديم العمل على جزءين، لكن ضيق الوقت دفع صنّاع المسلسل لتقديم كل جزء 15 حلقة.
في إطار الدراما الممزوجة بالخيال، يتبع العمل حياة تاجر ينجب ثلاثة أولاد؛ “سالم” و”سليم” و”جودر”، حيث تتعقد حياة الابن الأخير “جودر”، ويصبح في صراع مع العدو “شمعون” للوصول إلى كنوز الحكيم “شمردل” الأربعة.
“أشغال شقة 2”
في إطار الكوميديا، يجهّز أبطال مسلسل “أشغال شقة” الجزء الثاني بعد النجاح الكبير الذي حقّقه العمل في رمضان الماضي. يضم العمل كلًا من هشام ماجد ومصطفى غريب ومحمد عبد العظيم، حيث تدور الأحداث حول صراع زوجين يبحثان عن خادمة ومربية لطفلهما، في جو من الكوميديا والمواقف الطريفة.
“كامل العدد 3”
على مائدة رمضان المقبلة، يعود مسلسل “كامل العدد” بجزءه الثالث بعد النجاح الذي حققه في الجزءين السابقين. ويستعد فريق العمل لتقديم قصة جديدة تواصل استكشاف العلاقات الإنسانية في إطار درامي مميز.
“المداح 5”
أعلن الفنان حمادة هلال عن جزء جديد من مسلسل “المداح”، ليصل عدد أجزائه إلى خمسة. وبالفعل بدأ التحضير لهذا الجزء، الذي سيشهد مشاركة عدد من النجوم مثل خالد سرحان وهادي خفاجة وفتحي عبد الوهاب، ما يرفع توقعات الجمهور حول أحداثه المشوقة.
“العتاولة 2”
بعد النجاح الكبير للجزء الأول، يجهّز صنّاع مسلسل “العتاولة” لبدء تصوير الجزء الثاني، إذ ستحمل أحداثه العديد من المفاجآت الجديدة، مع دخول شخصيات جديدة مثل الفنانة فيفي عبده وغياب فريدة سيف النصر ومي كساب، ما يثير فضول المتابعين حول كيفية معالجة هذه الأحداث.
من جانبه قال الناقد المصري طارق الشناوي إن مفهوم دراما الأجزاء يُعتبر من الأساليب المثيرة للجدل في صناعة الدراما، حيث يفضّل البعض التخطيط لتقديم المسلسلات كأجزاء من البداية، كما فعل الكاتب أسامة أنور عكاشة مع مسلسل “ليالي الحلمية”، الذي كتبه بخمسة أجزاء من البداية، أو “المال والبنون” لمحمد جلال عبد القوي الذي قدم جزءين مدروسين. هذا التخطيط المسبق يُعَدّ مثاليًا من الناحية النظرية، حيث يمنح العمل عُمقًا وتماسكًا في الحبكة.
“ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن بعض الأعمال الناجحة قد تم إنتاج أجزاء جديدة لها دون تخطيط مسبق. على سبيل المثال، فيلم “الجزيرة” لم يكن مخططًا له جزء ثانٍ، لكن بعد النجاح الكبير الذي حققه شريف عرفة، قرر القائمون على العمل تقديم الجزء الثاني، وحقق أيضًا نجاحًا”.
واعتبر “الشناوي” أن تجربة الدراما العملية الأهم في هذا السياق، معللًا السبب بقوله: “نظرًا لأن النجاح أو الفشل يعتمد على ردود فعل الجمهور، فإن الحكم على مسلسلات الأجزاء يجب أن يتم بعد عرضها. هذا يعني أنه من الضروري انتظار المشاهدات وتقييمها بشكل موضوعي، بعيدًا عن النظريات المسبقة”.
ضرب “الشناوي” مثالًا على بعض المسلسلات التي لم يكن صنّاعها يخططون لتقديم أجزاء منها، على سبيل المثال، “أشغال شقة” الذي كان لدى منتجه حلقات مؤجلة من الجزء الأول، ما قد يؤثر على شكل الجزء الثاني. بينما مسلسل “العتاولة” حقق نجاحًا ملحوظًا في جزءه الأول، ما يثير الفضول حول ما سيُقدم في الجزء الثاني.
في النهاية، يؤكد الشناوي أن التجربة العملية هي الفيصل في تقييم دراما الأجزاء، وسيكون الحكم النهائي بعد مشاهدة الأعمال، ولذلك ينبغي على المتابعين الانتظار لمشاهدة النتائج.
فيما اعتبر الناقد المصري كمال رمزي دراما الأجزاء أحد الأشكال المألوفة في عالم الدراما، قائلًا: “شهد الفن المصري تطورات ملحوظة في هذا الاتجاه، بفضل جهود العديد من الكتاب والمبدعين، أبرزهم أسامة أنور عكاشة، الذي قدّم أعمالًا تميزت بالاستمرار عبر عدة سنوات، تعتمد في تكوينها على تتبع الأجيال والسلاسل العائلية، كما هو الحال في المسلسل الشهير “ليالي الحلمية”، الذي يُعتبر نموذجًا للروايات التي تروي قصصًا متعددة عبر الزمن”.
يؤكد كمال رمزي لموقع “القاهرة الإخبارية، أنه “أصبحت فكرة تقديم مسلسلات تتناول أجيالًا متعددة مسألة شائعة في مختلف أنحاء العالم. وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك نوع من المسلسلات يُعرف باسم “مسلسلات الصابون”، التي تمتد لعدة سنوات، وتتميز بالتغير المستمر في الأحداث والشخصيات، ما يضفي طابعًا دراميًا وحيويًا على العمل”.
يتابع: “من الناحية النقدية، لا يمكن الحكم على دراما الأجزاء بشكل مطلق. فكل عمل يتطلب تقييمًا خاصًا به، حيث يختلف مستوى الجودة بين الأعمال. بعض المسلسلات قد تتسم بالإتقان والتعقيد الدرامي، بينما يمكن أن تكون أخرى متواضعة أو سطحية”.
واختتم: “إن العبرة ليست في الشكل العام للعمل أو في كونه جزءًا من سلسلة متعددة الأجزاء، بل في جودته وأسلوبه في تقديم الأحداث والشخصيات. كل عمل يتطلب تحليلًا منفصلًا لتحديد مدى نجاحه في إيصال رسالته والتأثير على الجمهور”.