إيلاف النعم

كتب د/حمدان محمد
( إِلْفُ النعمة ) مشكلة حياتية نعيشها في هذا الزمان وهي التعود على النعمة وعدم شكرالله عليهاوهذا مافعلتة قريش
قال تعالي
لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ (1) إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ (2) فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ (3) ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ (4)…سوره قريش
كان أهل قريش معتادين على الفقر وكانت چل حياتهم الجوع والحياة البدائية البسيطة
لدرجة أنهم عندما يصل أحدهم لشدة الفقر كان يأخد أهل بيته لمكان يسمى بالخباء يمكثوا فيه حتى يموتوا من الجوع كلهم
والعادة هذه في الجاهلية كان إسمها
الإعتفار
وكانت هناك عائلة كبيرة إسمها بني مخزوم كانوا كلهم سيموتون من الجوع الشديد وعندما وصل خبرهم لهاشم بن عبد مناف أحد كبار التجار إستاء من وجود هذا الجهل والفقر في أهل البيت الحرام
فجاء هاشم بن عبد مناف وغير هذه العادة
وقال لهم أنتم أحدثتم عادة تُذَلون بها بين العرب وأنتم أهل بيت الله والناس لكم تبع
فقسم القبيلة لعشائر
وأمر كل غني منهم بتقسيم ماله مع الفقراء من عشيرتة حتى أصبح الفقير مثل الغني
وعلمهم أصول التجارة
ونظم لهم رحلتين في العام رحلة للشام في الصيف ورحلة لليمن في الشتاء
في الشام علمهم تجارة الفواكه في الصيف
وفي اليمن علمهم تجارة المحصولات الزراعية في الشتاء
حتى جاء خير الشام وخير اليمن لمكة وأصبح سكان مكة في حال أفضل وانتهت ظاهرة الاعتفار
فبدأ أهل قريش يكفروا بالنعمة بعدم شكر الله عليها
كفران النعم هو أن تألفها فلا تراها نعمة
فلما ألفت قريش النعم التي أنزلها الله عليهم .
أنزل الله فيهم الأمر الإلهي بأن يعبدوا رب هذا البيت
(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)
لا تألف النعمه فتجحد ولكن اشكر الله تألفك نِعمته سبحانه وتعالى
إفرح بنعمة الله عليك واشكرها حتى لو تكررت ألف مرة لأن مجرد دوام النعمة نعمة وإلف النعمة وعدم شكرها جحود وظلم
ولتكن كلمة ” الحمدلله ” على لسانك في كل وقت قلها بقلبك عن رضا وإقتناع لما فيها من أجر عظيم فإياك أن تتعود علي النعمه فإذا إبتلاك الله تنسى نعمه عليك وستره لك فما عليك إلا أن تحمده علي كل شي يصيبك وأشكره علي نعمه عليك فليس لنا أحد إلا الله سبحانه وتعالى فأي بلاء أو هم أتى إليك فأصبر فهو سبحانه وتعالى قادر مقتدر على رفع هذا الضر وسيتغير الحال لو صبر الإنسان منا على ما إبتلاه الله به
ولتكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم..
عچبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
إن أصابتة سراء شكر فكان خير له
وإن أصابتة ضراء صبر فكان خير له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن.
نسأل الله أن يجعلنا من الحامدين الشاكرين
وأن يغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وكل عزيز لدينا.

إيلاف النعم
Comments (0)
Add Comment