كتبت/ سالي جابر
تعتبر مشاعر الغضب طبيعية جدًا لدى الأطفال، فهي جزء من عملية نموهم وتطورهم العاطفي. لكن كأهل أو مربيين، قد يكون التعامل مع غضب الطفل أمرًا شاقًا ومرهقًا خاصةّ عندما يمثل ضغطًا على الأم عند شكوى الجيران من صراخ الطفل، أو إلقاء الطفل نفسه على الأرض، أو تذمره في الشارع، أو تعرض الأهل لكلمات محرجة من الآخرين… وعلينا قبل كل شيء فهم المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل ثم هل تعلم الطفل التعبير عن مشاعره أم لا وأخيرًا طبيعة القائم بالتربية في مواجهة تلك المشكلات، وتلك بعض الاستراتيجيات في التعامل مع غضب الطفل:
1. فهم مصدر الغضب
قبل كل شيء، حاول فهم السبب وراء غضب الطفل. قد يكون الغضب نتيجة لشعورهم بالإحباط، أو الجوع، أو التعب، أو حتى عدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح. اسألي الطفل بلطف عن سبب شعوره بالغضب.
2. البقاء هادئًا
عندما يظهر الطفل الغضب، من المهم أن تظل هادئًا. إذا كنت متوترًا أو غاضبًا أيضًا، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع. استخدمي أساليب التنفس العميق أو العد حتى عشرة قبل الرد، كي تبقي تحت السيطرة.
3. الاستماع والتعاطف
امنحي الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره. استمعي له بعناية، وأظهري له أنك تفهمين ما يشعر به. قولي أشياء مثل: “أرى أنك غاضب جدًا بسبب ذلك. هل تريد أن تخبرني لماذا؟” التعاطف يساعد الطفل على الشعور بأنه مسموع ومفهوم.
4. تقديم خيارات بديلة
في بعض الأحيان، قد يشعر الأطفال بالغضب عندما يشعرون بعدم القدرة على التحكم في الموقف. قدمي لهم خيارات بديلة لمساعدتهم على الشعور بأن لديهم سيطرة. مثلاً، إذا كان الطفل غاضبًا لأنه لا يستطيع اللعب بجهازه، يمكنك أن تقولي: “يمكنك اللعب باللعبة التي تحبها أو الذهاب للحديقة.”
5. علمي مهارات التعبير عن المشاعر
ساعدي الطفل على تعلم كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة مناسبة. قدمي له كلمات لوصف مشاعره، مثل “غاضب” أو “مستاء”. يمكنك استخدام الكتب أو الألعاب لتعليمهم كيفية التعامل مع الغضب بطريقة إيجابية.
6. استخدام استراتيجيات التهدئة
علمي الطفل استراتيجيات للتهدئة عند الشعور بالغضب. يمكن أن تتضمن هذه الاستراتيجيات التنفس العميق، العد، أو الانتقال إلى مكان هادئ للجلوس والتفكير. إذا كان لديك أنشطة مهدئة، مثل الرسم أو اللعب بالطين، استخدميها كوسيلة لمساعدتهم على تهدئة أنفسهم.
7. وضع قواعد واضحة
قدمي للطفل قواعد واضحة حول كيفية التعامل مع الغضب. على سبيل المثال، يمكنك تحديد أنه لا يُسمح بالصراخ أو الضرب عند الغضب، بدلاً من ذلك، يجب عليهم استخدام كلماتهم للتعبير عن مشاعرهم. وضعي نتائج واضحة عند خرق هذه القواعد.
8. تقدير السلوك الإيجابي
عندما يتعامل الطفل مع غضبه بطريقة مناسبة، احرصي على تقدير هذا السلوك. الإيجابية تعزز التعلم وتعطي الطفل دافعًا للاستمرار في التصرف بشكل جيد في المستقبل.
9. كوني قدوة حسنة
أخيرًا، كوني نموذجًا يحتذى به في التعامل مع الغضب. استخدمي استراتيجيات التهدئة عند مواجهتك لمواقف مرهقة، وشاركي مع الطفل كيف يمكنك التعامل مع مشاعرك بشكل إيجابي.
التعامل مع الأطفال الغاضبين يتطلب الصبر والتفهم. من خلال استخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك مساعدة طفلك على التعامل مع غضبه بطرق صحية وفعالة، مما يعزز من نموهم العاطفي والاجتماعي. تذكري أن الغضب شعور طبيعي، ولكن كيفية التعبير عنه هو ما يجعله إيجابيًا أو سلبيًا، وعليكِ أيضًا تهدئة ذاتك حتى تتمكني من التعامل مع مشاعر طفلك المختلفة.