طيب القلب

 

م/ رمضان بهيج

القلب الطيب يتعلق بالرحمن رب القلوب جميعا. ولكن هو امتحان للصبر لتكون من عبادة المحبين فى ذاتة ؛ كم يساوى حب الله من تحمل وصبر وكما يقال الحظ فى حب القلوب .القلوب العامرة بالايمان لاتعرف الا الحب للجميع .

يعتبر القلب الطيب من أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان. إنه بوصلة تقوده نحو الخير والجمال، ومنبع للرحمة والإحسان. ولكن هل توقفنا يوماً لنتساءل عن أبعاد هذا الطيب؟ وما العلاقة بين القلب الطيب ومحبة الله ؟ ماذا يعني أن يكون قلبنا امتحاناً للصبر ؟.

الروح الطيبة فى القلب الطيب

القلب الطيب ليس مجرد شعور عابر، بل هو حالة روحية عميقة تعكس مدى إيمان الإنسان وارتباطه بربه. إنه ثمرة للتربية الصالحة والأخلاق الفاضلة والروح السمحه ، وهو دليل على نقاء النفس وسعتها. فالإنسان الطيب هو الذي يجد لذة في إسعاد الآخرين، و يتفهم آلامهم واحتياجاتهم، ويعامل الجميع بالعدل والمساواة ؛ فلا يتكبر ولا يغضب ويكون سهل الكلام الطيب نافعآ للناس بروح طيبه تسعد الجميع .

محبة الله

إن القلب الطيب يتوق دائماً إلى الحب الحقيقي، وهو الحب الذي لا يزول ولا يتغير، وهو الحب الذي يجد الإنسان مطمئنًا به. وهذا الحب الحقيقي لا يوجد إلا في الله سبحانه وتعالى. فالله هو المحب الأول والأخير، وهو الذي خلق القلوب وجعلها تميل إليه ، فمن أحب الله أحبه الله، ومن أحب الله أحبه الناس.

مفتاح باب المحبة : الصبر

ولكن طريق محبة الله ليس مفروشاً بالورد والرياحين. بل هو طريق شاق مليء بالتحديات والصعاب. فالإنسان المؤمن يواجه في حياته الكثير من المحن والابتلاءات، والتي قد تجعله يشك في رحمة الله أو ييأس من لطفه. وهنا يأتي دور الصبر، فهو الذي يميز المؤمن الحقيقي عن غيره. فالصبر هو مفتاح باب المحبة، وهو الذي يقوي الإيمان ويطهر القلب. الصبر كنز من كنوز الايمان التى تصل بنا إلى عبادة خالصة لله كلما صبرت على محبة الناس و التودد إليهم احبك الناس و كنت رفيق دربهم فى أفراحهم و احزانهم .

الحب في الله : اكبر نعمة للأنسان

إن حب الله هو أعظم نعمة يمكن أن ينالها الإنسان في الدنيا والآخرة. فهو الذي يمنح الحياة معنى وهدفاً، وهو الذي يجعل الإنسان يشعر بالأمان والسعادة. ولكن هذا الحب لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة لعمل وجهد وتعب. فالإنسان يحتاج إلى أن يسعى إليه، وأن يتقرب إليه بالطاعات والقربات ؛ حب الله يعنى حب البشر والحيوان والشجر .

القلوب العامرة بالإيمان: –

إن القلب الذي يملؤه الإيمان هو قلب عامر بالحب. فالإيمان يولد في القلب الرحمة والشفقة، ويحث على فعل الخير وإصلاح ذات البين. فالمؤمن يحب جميع الناس، بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو عرقهم. وهو يسعى دائماً إلى توحيد صفوف المسلمين وبناء مجتمع واحد متماسك.

في الختام، يمكن القول إن القلب الطيب ومحبة الله وجهان لعملة واحدة. فالإنسان الطيب هو الذي يحب الله ورسوله وأهله، وهو الذي يسعى إلى رضا الله في جميع أفعاله وأقواله. وإن الصبر هو الذي يمهد الطريق إلى هذه المحبة، وهو الذي يجعل الإنسان يستحقها. فلتكن قلوبنا عامرة بالإيمان والمحبة، ولتكن حياتنا كلها عبادة لله.

كن عبدآ لله تكن حرآ وسيدآ

طيب القلب
Comments (0)
Add Comment