بقلم : أحمد خالد سالم
اثناء تواجد مكتب جريدة القاهرية بالإسكندرية بمقر حزب حماة الوطن دائرة محرم بك وبوجود أمين أمانة الدائرة الأستاذ: طارق حجاج، حضر مكتب جريدة القاهرة بالإسكندرية مديراً وأعضاء:
الأستاذ: أحمد خميس
الأستاذ: توفيق عثمان
الأستاذ: علي شعلان
الأستاذ: أحمد خالد
لحضور الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر وتكريم سيادة اللواء البطل: علمي كامل، أحد أبطال قوات الصاعقة خلال حرب أكتوبر المجيدة.
“أوقفنا شارون عن احتلال الإسماعيلية على بعد 5 دقائق فقط”، هكذا تحدث البطل علمي كامل، أحد أبطال قوات الصاعقة المصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، موضحاً أن رجال آرئيل شارون، القائد العسكري الإسرائيلي في ذلك الوقت، هاجموا أماكن تمركز رجال الصاعقة المصرية بواسطة “الهاونات” ورشاشات النصف بوصة والطيران.
خلال السنة النهائية من الدراسة في الكلية الحربية، حصلت على “فرقة الصاعقة”، وتم اختياري للخدمة في تلك القوات، التي تُعتبر نخبة رجال الجيش المصري، وذلك بعد المرور بتدريبات شديدة وعنيفة للغاية في مدرسة الصاعقة، ليتعلم كل فرد من رجال الصاعقة المصرية أنه “فدائي”، وأنه “مشروع شهيد” فداءً لمصر، وتلك هي الروح التي منعت آرئيل شارون من احتلال مدينة الإسماعيلية خلال حرب أكتوبر، لنحقق شعار قوات الصاعقة المصرية وهو “تضحية.. فداء.. مجد”.
كيف استعددتم لحرب أكتوبر المجيدة؟
بدأنا تدريبات شديدة جداً استعداداً للحرب، وفي ظل تدريبات مكثفة قبل الحرب بعام، وفي “عز الصيام”، وجدت طلباً من الجنود برغبتهم في الجلوس معي، وكنت وقتها “قائد فصيلة”، وظننت أنهم سيشكون من شدة التدريب خلال رمضان، لكنني فوجئت حينما اجتمعت معهم بأنهم يقولون: “عايزين نحارب خلاص يا أفندم”، وكنت حينها برتبة ملازم، ووعدتهم بنقل صوتهم إلى القيادات الأعلى، وقلت لهم: “المعركة لن تكون سهلة، ويجب أن نستعد، وصوتكم سيوصل للقيادات الأعلى”. هنا قلت ذلك لأننا قد نعمل خلف خطوط العدو، ويجب أن نكون مستعدين؛ فقد نُكلف بتدمير احتياطات العدو، وقد نحتاج إلى العودة 60 كيلومتراً على أقدامنا، لذا يجب أن نحافظ على أعلى معدلات اللياقة البدنية والكفاءة القتالية، وهو ما شاهده الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، في زيارة لنا قبل الحرب.
وكيف علمت بموعد الحرب؟
ليلة 5 أكتوبر، وتحديداً في الساعة 12:30 ليلاً، تم استدعاؤنا إلى وحدتنا، وكنت حينها ساكناً في “الحسين”، وذهبت إليها في الساعة الثانية صباحاً، ووجدت قائد الكتيبة وقتها الرائد علي أمين مستقلاً سيارة “جيب”، واصطحبني على الفور إلى “مركز العمليات”، ووجدنا المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، والفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والمشير محمد عبدالغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، والعميد نبيل شكري، قائد قوات الصاعقة، في الغرفة، لنأخذ المهمة ونعود. وأجد قائد الكتيبة يقول لي: “لما ترجع ما تتكلمش في أي حاجة”. ثم أخذنا الأمر يوم 6 أكتوبر بالانتشار لتأمين مطار غرب القاهرة العسكري، نتيجة لاحتمال استهدافه، ونفذنا الأمر، ثم جاءت لنا الأوامر بالحركة باتجاه مدينة الإسماعيلية يوم 18 أكتوبر.
لماذا في ذلك الوقت؟
المعلومات المتوافرة حينها أن هناك 7 دبابات دخلت منطقة “الدفرسوار”، ومطلوب منا أن نأتي بها أسرى لأخذ معلومات منها، وتم تنفيذ دوريات، وأثناء توجهنا إلى منطقة سرابيوم، شاهدنا أعداداً كبيرة من الدبابات والعربات المجنزرة، وكان آرئيل شارون يقود رجاله في 3 محاور نحو الإسماعيلية، مستعيناً بلواء مدرع ولواء مظلي.
وماذا حدث؟
شارون دخل إلى المنطقة بـ7 دبابات برمائية، وأول لواء تصدى له كان “لواء مظلي مصري”، ثم واجهنا “كمين إسرائيلي”، وكانت ليلة شديدة الظلام، فقفزنا من سياراتنا في اتجاه “جناين”، ولم يصب منا أحد، ثم استهدفوا أماكننا بـ”الهاونات” والرشاشات النصف بوصة، ثم جاء لنا أمر عبر “اللاسلكي” للعقيد أسامة إبراهيم، قائد مجموعتنا القتالية، بالانسحاب، نظراً لأنه سيتم ضرب المنطقة بالطيران الثقيل.