م/ رمضان بهيج
بسم الله الرحمن الرحيم : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}
فرض الله علينا بر الوالدين في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وجعله من أركان الإيمان.
سنتناول في هذا المقال موضوعًا عظيم الشأن، وهو بر الوالدين. هذا الأمر الذي حثت عليه جميع الشرائع السماوية، وأكدت عليه جميع الحضارات، لما له من أهمية بالغة في بناء المجتمعات السليمة وترسيخ القيم الأخلاقية.
قصة بر الوالدين كما تدين تدان .
رجل تزوج وفي أول يوم الزواج اجتمع حول الطعام هو وأمه وزوجته فقدم الطعام بوفرة لزوجته لكونها هي عروس في أول يومها والاهتمام بها ؛ وقدم لأمه شيء بسيط من الطعام وبلا اهتمام … لاحظت الزوجة ذلك وكانت حكيمة أصيلة فقالت له طلقني الآن .. توسل لها ان تتراجع عن قرارها وقال لها ماسبب طلبك للطلاق فقالت : إن العرق دساس ولا أريد أن أنجب منك ولد وأُهان منه كهذه الإهانة .
للأسف بعض النساء عندما يفضلها زوجها على أمه تعتقد أنها انتصرت وستكون مرتاحة البال!! ونسيت أنه كما تدين تدان ..
تطلقت منه و رزقها الله زوجاً باراً بأمه ومرت السنين وأنجبت أولاد بارين بها ؛ أما الرجل طليقها تزوج وانجب اولاد وكل واحد منهم عاش حياتة
وفي يوم كانت راحلة على ناقة وعليها هودج وكانوا أولادها يعتنون بالهودج حتى لا يميل… وفي الطريق شاهدت قافلة تمشي ويتبعها رجل كبير في السن حافي القدمين خلف القافلة يمشي لا أحد يعتني به. فقالت لأولادها ائتوني بهذا الرجل فإذا هو زوجها السابق قالت له عرفتني؟ قال لا قالت انا زوجتك السابقة ألم أقل لك العرق دساس… وكما تدين تدان …. انظر الى أولادي كم هم بارين ويعتنون بي وانظر الى حالك.. أين أولادك؟ لأنك أهنت أمك كان هذا جزائك. قالت لأولادها: اعتنوا به قربة الى الله تعالى … ____
لكل زوجة.. تذكري.. كما تدين تدان وكذلك أنت أيها الزوج ينطبق عليك الكلام رفقاً رفقاً بأمهاتكم وابااائكم لا تقصرو عليهم ولا تضيقو عليهم أيتها الزوجة.. اتركي زوجك يبر بأمه وكوني عون له وأنت أيها الزوج.. اترك زوجتك تبر أمها وكن عون لها فالحياة قصيرة ويوم من الأيام سوف تدفع ثمن ما عملته وكما تدين تدان .
يعد بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله، وهو مفتاح لفتح أبواب الرزق، وسبب في طول العمر، ودرء البلاء؛ ويؤدي بر الوالدين إلى تعزيز أواصر المحبة والاحترام بين أفراد الأسرة، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والسعادة الأسري.
المجتمع الذي يحرص أفراده على بر والديهم يكون مجتمعًا قويًا ومتماسكًا، يسوده الأمن والأمان؛ إن بر الوالدين يغرس في نفوس الأبناء قيمًا سامية مثل الإحسان، والشكر، والوفاء، مما يساهم في نمو ضمائرهم وترسيخ الأخلاق الحميدة.
يجب على الأبناء طاعة والديهم في كل ما يوافق الشرع والعرف، والإنصات إلى نصائحهم وتوجهاتهم فلا يتكبروا عليهم بعلم ولا شهاده لأنهم هم السبب اصالهم ذلك العلم و تلك الشهادات ؛ ينصتوا لهم جيدا فنصائحهم كنز من كنوز الدنيا ؛ يجب على الأبناء إكرام والديهم بالقول والفعل، وعدم رفع الصوت عليهما، أو سبّهما أو شتمهما والا غضب الله سوف يحيط بهم . قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.الإسراء اية٤
يجب على الأبناء خدمة والديهم في أمور حياتهم اليومية، وتقديم العون لهم بكل ما يستطيعون؛ و زيارة والديهم باستمرار، واطمئنان عليهم، وتقديم الهدايا لهم. والدعاء لوالديهم بالخير والصلاح في الدنيا والآخرة.
عقوق الوالدين له عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، من أهمها:
غضب الله عقوق الوالدين من كبائر الذنوب التي تغضب الله تعالى. و يعاقب الله العاق في الدنيا بالفقر والمرض والعذاب.
وفى الآخرة يعذب عذاب شديدٱ .
واخيرا.
إن بر الوالدين واجب مقدس على كل مسلم، وهو من أعظم القربات إلى الله. علينا جميعًا أن نسعى جاهدين لبر والدينا، وأن نغرس هذا القيمة السامية في نفوس أبنائنا، حتى نكون أمة صالحة، وحتى ندخل الجنة برحمة الله تعالى.
بر الوالدين هو عبارة عن إكرامهما، وطاعتهما، وخدمتهما، واحترامهما في كل الأحوال، سواء كانا كبيرين في السن أو صغيرين، غنيين أو فقراء، سليمين أو مرضى. وهو يشمل أيضاً الدعاء لهما، والاستغفار لهما، لأن برهم يجلب السعادة والطمأنينة للقلب، ويقرب العبد من ربه ؛ و يرزقه الله البركة في عمره ورزقه وذريته ؛ و يدخله الجنه، ومن عصى والديه عوقب في الدنيا والآخرة.
بر الوالدين هو أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك، حيث يزرع الاحترام والتقدير بين الأجيال.