كتبت/ سالي جابر
مختص نفسي
فرط الحركة وتشتت الانتباه، المعروف أيضًا باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، هو اضطراب عصبي تطوري شائع يؤثر على الأطفال والمراهقين، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ. يتميز هذا الاضطراب بصعوبة في التركيز، السلوك المتهور، وفرط الحركة، مما يؤثر على أداء الشخص في المدرسة، العمل، والحياة الاجتماعية.
أنواع فرط الحركة وتشتت الانتباه:
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهي:
1. النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه: حيث يكون الشخص غير قادر على التركيز لفترات طويلة، ويتشتت بسهولة.
2. النوع الذي يغلب عليه فرط الحركة والاندفاعية: يظهر من خلال النشاط الزائد والتصرفات الاندفاعية.
3. النوع المختلط: يجمع بين النوعين السابقين وهو الأكثر شيوعًا.
أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه:
رغم أن الأسباب الدقيقة لفرط الحركة وتشتت الانتباه غير معروفة تمامًا، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في ظهوره، منها:
1. العوامل الوراثية: للوراثة دور مهم في ظهور الاضطراب، حيث أن الأطفال الذين لديهم أقارب يعانون من الاضطراب يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
2. العوامل البيئية: مثل التعرض للسموم أثناء الحمل أو في سنوات الطفولة المبكرة.
3. مشاكل في نمو الدماغ: يعتقد أن هناك اختلافات في تطور أجزاء معينة من الدماغ التي تتحكم في الانتباه والسيطرة على النشاط.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه:
تختلف الأعراض بناءً على النوع، لكنها تتضمن عمومًا:
1. صعوبة في التركيز والانتباه: عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل، صعوبة في إكمال المهام.
2. فرط النشاط: التحرك بشكل مفرط، التململ الدائم، وصعوبة الجلوس لفترات طويلة.
3. الاندفاعية: اتخاذ القرارات دون تفكير، وعدم القدرة على انتظار الدور.
تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه:
يتم التشخيص بناءً على عدة عوامل، تشمل ملاحظة الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر في بيئات متعددة (كالمنزل والمدرسة)، والتأكد من أن الأعراض تؤثر على الأداء اليومي للشخص. يعتمد الأطباء على تقييمات شاملة تشمل:
1. التقييم السريري: إجراء مقابلات مع الأهل والمعلمين.
2. الاختبارات النفسية: لتقييم مدى تأثير الأعراض على السلوك والأداء.
العلاج والتعامل مع فرط الحركة وتشتت الانتباه:
يتطلب التعامل مع ADHD مزيجًا من العلاجات التي تشمل:
1. العلاج الدوائي: تشمل الأدوية المنبهة مثل “الميثيلفينيديت” و”الأمفيتامينات” التي تساعد في تحسين التركيز وتقليل النشاط الزائد.
2. العلاج السلوكي لفرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يعتمد على تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها وتعزيز السلوكيات الإيجابية. يركز العلاج السلوكي على تعليم الأطفال والبالغين المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه كيفية تنظيم أفكارهم وسلوكياتهم وتحسين مهاراتهم الاجتماعية.
أهم استراتيجيات العلاج السلوكي تشمل:
1. التعزيز الإيجابي: مكافأة الطفل على السلوكيات الإيجابية، مثل الانتباه في الفصل أو القيام بمهام معينة.
2. وضع روتين ثابت: تنظيم الوقت ووضع جدول يومي يساعد على الحد من التشتت وتنظيم الأنشطة اليومية.
3. تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة: يساعد ذلك الأطفال في تنفيذ المهام بسهولة أكبر والحد من الإحباط.
4. التدريب على المهارات الاجتماعية: تعليم الأطفال كيفية التفاعل مع الآخرين بطرق صحية وإيجابية من خلال لعب الأدوار أو التدخلات الجماعية.
5. إدارة الوقت: تعليم الطفل كيفية استخدام المؤقتات أو التقويمات لتنظيم وقت الدراسة واللعب.
6. التدريب على ضبط النفس: تعليم الأطفال كيفية التعرف على مشاعرهم واستخدام تقنيات التنفس العميق أو الاسترخاء للتحكم في الانفعالات.
7. العلاج الأسري: قد يتضمن العلاج السلوكي جلسات مع أفراد الأسرة لتعليمهم كيفية التعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه بطرق فعالة وداعمة.
العلاج السلوكي قد يستخدم بمفرده أو مع العلاجات الدوائية لتحقيق أفضل النتائج، وغالبًا ما يكون أكثر فعالية عندما يتم تخصيصه لاحتياجات الفرد.