نهاد عادل
قصة الشهيد سيد زكريا خليل واحدة من بين مئات القصص التي أبرزت شجاعة المقاتل المصري، ومن الغريب أن قصة هذا الجندي الشجاع ظلت في طي الكتمان طوال 23 سنة كاملة، حتى اعترف بها ضابط إسرائيلي، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء) . تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996 في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين في الحرب، وفي هذا العام أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل، مؤكداً أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده . وسلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلى السفير وهى عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندي الإسرائيلي أنه ظل محتفظًا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة تقديراً لهذا البطل، وأنه بعدما نجح في قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة في الهواء تحيةالشهداء .
تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في أكتوبر 73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلي جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام، ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف احدى التباب وإقامة دفاع دائري حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم، وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافهما زمجرت 50 دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتى تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي بإطلاق قذيفة (آر.بي.جي) على احدى الطائرات فأصيبت واستمر القتال واستشهد كل زملاء البطل (سيد زكريا خليل) فحصل على أسلحتهم وظل يقاتل بمفرده وكان يقوم بالضرب على القوات الإسرائيلية وينتقل من مكان إلى آخر فاعتقدت القوات الإسرائيلية في وجود قوة مصريه كبيرة نظراً لتعدد الضرب من أماكن مختلفة ولذا طلبت الدعم بقوة إسرائيلية أخرى ، وظل ( سيد زكريا خليل ) يقاتل حتى نفذت ذخيرته وتم تطويق المنطقة ثم استشهد بعد أن تمكن من قتل 22 جنديًا اسرائيليًا ، و عندما وصل الضابط الإسرائيلي إلى جثمان البطل (سيد زكريا خليل) اندهش وقال : أي روح بطولية هذه ؟ ثم أخذ متعلقات البطل واحتفظ بها، و في عام 1996 ذهب هذا الضابط الإسرائيلي إلى السفير المصري و قدم إليه متعلقات البطل ( سيد زكريا خليل ) وقص إليه صمود وبطولات البطل وأقر أنه مقاتل من طراز فريد .وعندما علم رئيس الجمهورية ببطولات البطل ( سيد زكريا خليل ) منح اسمه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى ، و أطلق اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة .