السعادة الغائبة

سامح بسيوني
ربما أستيقظ من نومي فأفتقد السعادة، ولكني أراها دائما في شمس مشرقة في فجر هلا بعد سواد الليل وطول الغياب.

أسمع حثيثها مع زقزقه عصفور، وانسياب شلال الماء، والنخل مشرئبة بصنوف الخير فتسر الناظرين وتبعث البهجة منحة للعالمين.

السعادة في صديق يكون لك سند وعون فلا تحلو الدنيا دون إخاء، وأبحث عنكٕ مع ضحكة طفل عند الصباح.

السعادة تكمن في الرضا والطمأنينة والسكينة، وعندها يقف الإنسان في حيرة من أمره، ويرضى بقضاء الله.

السعادة هي الزهد في الحياة، وأنها ليست دار القرار، وانما هي دار إمتحان وابتلاء( والدار الآخرة هي الحيوان لو كانوا يعلمون)

السعادة أن تقاوم الحياة، وتقول للمتنبي حينما شرع في بيته الشهير( جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن) فتأتي السعادة فتقول له بل أنا الرياح والبحر والسفن.

السعادة تتمثل في أمل بعيد المنال، كنخل باسقات ولكن بالعزيمة تأتي منه بأجمل الثمار.

ايتها السعادة، أعلم بأنك لا تأتي على باب كسلان أو محبط من الأيام، ولكن تأتي لمن سار على درب أولي العزم من الأنبياء، فأنا سباح ماهر رغم العواصف وبرودة المياه، فلن أستسلم، وأظل على أمل كما صبر المرسلين في سابق الزمان والمكان.

فأنا المحارب الشجاع رغم البعاد، ولكن بالأمل والتفاؤل تتجدد الحياة، أيتها السعادة فأنا في انتظاركِ مع كوب من شاي بالنعناع.

السعادة الغائبة
Comments (0)
Add Comment