بقلم السيد عيد
في صباح يوم لا ينسي، استيقظت كعادتي وبدأت التحضير للذهاب للمقهى. بينما كنت أبحث عن شرابي المفضل، أدركت أن فردة منها مفقودة. جلست على حافة السرير، وشعرت بارتباك. تذكرت كيف كان ذلك الشراب يرافقني في مناسبات عديدة، وكيف أصبحت جزءًا من هويتي اليومية.بدأت أبحث في كل مكان: تحت السرير، في الدولاب، ومع كل محاولة للعثور عليها، كنت أتأمل في الأشياء التي نفقدها في حياتنا. هل فقدان شيء بسيط مثل فردة شراب يعكس فقدان أشياء أكبر؟ ربما الأصدقاء، الأحلام، أو اللحظات الجميلة.
فردة شراب ضائعة قد تبدو تافهة، لكنها تحمل دروسًا عميقة حول الفقد، الرضا، والتواصل مع الذات. تعلّمت أن كل شيء في الحياة، حتى الأشياء الصغيرة، يمكن أن يكون لها معاني كبيرة إذا نظرنا إليها بعين التأمل.
بينما كنت أقوم بغسل الملابس في غسالتي الاتوماتيك، جلست أتأمل في الروتين اليومي. كانت الغسالة تدور بصوتها المعروف، وكنت أفكر في كيفية ارتباط هذه العملية بحياتي.كلما وضعت الملابس في الغسالة، شعرت وكأنني أضع همومي وأحزاني. مع كل دورة غسيل، كان هناك تجديد ونظافة. أدركت أن الحياة تتطلب منا أحيانًا أن نعيد ترتيب أنفسنا، ونتخلص من الأشياء التي لم تعد تخدمنا فتحت الغسالة لأجد فردة الشراب الضائعة محشورة داخل أحد خراطيم الغسالة، شعرت بالانزعاج. انتظرت عدة دقائق، لكن لم يحدث شيء. بينما كنت أتحقق منها، أدركت أنني بحاجة للصبر.تذكرت أن الحياة مليئة بالتحديات، وأننا نحتاج أحيانًا إلى الانتظار حتى تحل الأمور. أخرجت فردة الشراب وبعد قليل، عادت الغسالة للعمل، وكأنها تذكّرني بأن الأمور ستتحسن في الوقت المناسب، وأن الصبر يجلب التأمل والتفكير والتعلم
خلال تلك اللحظات، تعلمت أن عدم الكمال قد يؤدي فقدان شيء صغير إلى اكتشاف أشياء جديدة في الذات،فبسبب فردة شراب ضائعة تعلمت شيئا جديدا ،قد يبدو للبعض أن فردة الشراب أفسدت عليه حياته ولكنها في واقع الأمر أكثر من مجرد قطع قماش. هي رمز للفوضى، وقبول الحياة كما هي، والتعلم من الغياب. فلنحتفل بالحكمة التي تقدمها لنا فردة الشراب الضائعة، ولنسمح لها بأن تكون تذكيرًا بأن الحياة ليست دائمًا تحت السيطرة، وأن الفوضى يمكن أن تحمل دروسًا قيمة لتعلمنا .