رانيا ضيف
استضافت قناة الثقافية السعودية ليلة الخميس 29 أغسطس، الكاتب والقاص أحمد فؤاد، مؤسس موقع وقناة “عالم موازٍ”، في حلقة حوارية بعنوان “الصراع بين الكتاب الرقمي والكتاب الورقي صراع مختلق”. تطرقت الحلقة إلى عدد من الموضوعات التي تتعلق بالقراءة الرقمية والأجهزة الإلكترونية المستخدمة، إلى جانب التحديات التي تواجه الكتب الورقية في العصر الحديث.
أوضح أحمد فؤاد في بداية حديثه أن إقبال القراء على الكتب الإلكترونية يعود بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار الكتب الورقية، حيث أصبحت الكتب الورقية بالنسبة للكثيرين ترفًا يصعب الوصول إليه. هذا الارتفاع دفع القراء إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة وأكثر سهولة، ما أدى إلى انتشار الكتاب الرقمي.
انتقل فؤاد بعد ذلك إلى الحديث عن أجهزة القراءة الإلكترونية، مسلطًا الضوء على كيندل وأجهزة شركة Boox، مشيرًا إلى أنها تعتمد على تقنية شاشات الحبر الإلكتروني، والتي تختلف عن شاشات الأجهزة التقليدية مثل الآيباد والهاتف المحمول. وأكد أن هذه الشاشات تعتبر صحية للعين كونها شاشات بيضاء وأنها غير مضيئة، مما يجعلها مثالية للقراءة لفترات طويلة دون التسبب في جفاف العين، مشبهًا تأثيرها بشعور قراءة الكتب الورقية.
وأشار فؤاد إلى أن جهاز Boox يتفوق على كيندل لأنه يعمل بنظام أندرويد، مما يسمح بتحميل تطبيقات متنوعة عليه. كما أضاف أن هذا الجهاز يدعم الكتابة بالقلم، ويتميز بتعامله الممتاز مع ملفات PDF، على الرغم من ارتفاع سعره مقارنةً بجهاز كيندل الذي يُعتبر الخيار الأرخص.
في معرض حديثه عن مميزات وعيوب هذه الأجهزة، أشار فؤاد إلى أن أبرز العيوب هي حاجتها إلى الشحن كل ثلاثة أسابيع، وكونها معرضة للكسر إذا لم يتم التعامل معها بحرص. كما أنها أبطأ في التصفح مقارنة بالكتب الورقية. ولكن، من ناحية أخرى، فإنها توفر تجربة قراءة مريحة للعين وتتيح الوصول إلى مجموعة كبيرة من الكتب دون الحاجة إلى مساحة مادية.
في سياق الحديث عن سوق النشر الإلكتروني، استعاد فؤاد تجربته كضيف في مؤتمر النشر الرقمي عام 2022، حيث أشار إلى أن أزمة كورونا كانت من العوامل التي دفعت الكثيرين للتوجه إلى الكتب الإلكترونية، بسبب صعوبة الوصول إلى الكتب الورقية. وأكد أن بعض دور النشر كانت متخوفة من سيطرة الكتب الإلكترونية على السوق، إلا أن التجربة أظهرت أن النشر الإلكتروني يمثل طفرة، مع زيادة عدد الكتب الإلكترونية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ومن النقاط التي طرحها فؤاد هي قضية قرصنة الكتب، موضحًا أن الكتب الإلكترونية أكثر صعوبة في القرصنة مقارنة بالكتب الورقية، نظرًا لاستخدامها تطبيقات صعبة التشفير، تتطلب اشتراكات للوصول إلى المحتوى. ولهذا السبب، بدأت العديد من دور النشر بالاتجاه نحو نشر الكتب الإلكترونية عبر منصات مؤمّنة، مما ساعد على حماية حقوق النشر وتقليل القرصنة.
في نهاية الحلقة، تم توجيه سؤال إلى أحمد فؤاد حول رؤيته للصراع بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، فأجاب بأنه يرى هذا الصراع وهميًا في المقام الأول، ومفتعلًا من قبل بعض الأطراف المستفيدة، مثل بعض دور النشر التي تحاول استدرار عاطفة القارئ وتحفيز النوستالجيا داخله تجاه الورق كي يستمر في شراء الكتب الورقية. على الرغم من أن الكتب الورقية أو الإلكترونية هي مجرد أدوات ووسائل للقراءة والتي هي الغاية ذاتها. غاية القراءة هي فعل القراءة ذاته.