عبدالله القطاري
تعرف قرية سيدي داود بمينائها التاريخي المشهور عند الرحالة و المؤرخين القدامى و يرتبط إسمها بمصنع التن (الطنّارة) الذي يعد من أقدم المصانع في حوض البحر الأبيض و يرجع تأسيسه إلى سنة 1824 .
و تعود التسمية إلى الولي الصالح سيدي داود النوبي الذي يعود نسبه إلى الأشراف الأدارسة الحسنيين الذين هاجروا من المغرب الأقصى..
وهو أبو سليمان سيدي داود الصنهاجي، ولد في الأول من محرّم عام سبعين وخمسمائة (570 هـ) وتوفي في الخامس عشر من رمضان سنة احدى وستين وستمائة (661 هـ).
ودفن على ساحل البحر في الدخلة القبلية بمعتمدية الهوارية.
و هو أصيل قرية بو كريم ، أي أن سيدي داود رحمه الله ينسب إلى نوبة و هو الإسم القديم للمنطقة و تنسب اليوم القرية إليه لأنه دفن هناك ..
وقع ذكر قصر نوبة و الجامور من طرف عديد المؤرخين أشهرهم و أوّلهم المؤرّخ اليوناني بوليبيوس Polybius (مؤرخ وسياسي يوناني، ولد حوالي عام 200 ق.م. بمدينة ميغالوبولي بأركاديا (اليونان) وتوفي بها عام 118 ق.م. وهو يعدّ أكبر مؤرخي اليونان في عصره.)
**كما ذكرها الشريف الإدريسي في كتابه الشهير [نزهة المشتاق في اختراق الآفاق]
{ومنه إلى قصر نوبة ثلاثون ميلاً فذلك من فم وادي تونس إلى نوبة سبعون ميلاً ويوازي نوبة في البحر الجامور الكبير والجامور الصغير وبينهما سبعة أميال ومن الجامور الكبير إلى نوبة اثنا عشر ميلاً ومن نوبة روسية إلى رأس الرخيمة ميل واحد بجون وهذا الجون على التقوير ستة أميال وهو قصير كله.
ومن رأس الرخيمة إلى طرف البقلة وهو طرف الجبل المسمى ادارو وهو من ناحية اقليبية في المشرق.
ومن رأس الرخيمة إلى الجامور الصغير ستة أميال وهذه الجوامير جبلان قائمان في البحر ويرسى ما عند انقلاب الرياح….}
*و هذه لمحة صغيرة كذلك من كتاب المسالك و الممالك لأبي عبيد البكري :
{ من المراسي الصغار رباط الحمة ثم جون النخلة ثم مرسى بونة في قبالته جزيرتان إحداهما تعرف بالجامور الكبير و الأخرى بالجامور الصغير و هي أصغر ثم جبل أدار يظهر منه جبل صقلية و في هذا الجبل قوم متعبدون تخلوا عن الدنيا و سكنوا في هذا الجبل مع الوحش لباسهم البرديّ و عيشهم من نبات الأرض و من صيد البحر يتناولون من ذلك ما يكون بلغة لهم إذا جاعوا و الدعوة من أكثرهم مستجابة و هذا الجبل معروف بآلتزام هؤلاء فيه منذ فتحت إفريقية }
*و يتكون أرخبيل زمبرة أو الجامور من مجموعة أربع جزر تقع في عرض خليج تونس مقابل ساحل شمال غربي الوطن القبلي، وهي:
الجامور الكبير أو زمبرة
الجامور الصغير
جزيرتان صغيرتان هما: لانتورشو و الكاتدرائية.
و تعني تسمية زمبرة Zembra ” الرمز” أو Simbolo بالإيطالية..
و يؤكد علماء الجيولوجيا أن الرأس الطيب وجزيرة صقلية كانتا أرض واحدة ممتدة بعضها ببعض قبل ثلاثين ألف سنة و هو ما يفسّر ظاهرة ”البناك” الموجودة بكثرة في عرض البحر.
الباحث سليمان عبد النبي الهواري