بقلم ـالسيد عيد
على الرغم من أن مرض السكري يمثل تحديًا مستمرًا في حياتي، إلا أنه لم يمنعني من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. التوازن بين إدارة مرض السكري والاستمتاع بالمناسبات الخاصة كان هو المفتاح
لم تكن حلاوة المولد وحدها هي من ترفع مستوى السكر ولكن أسعارها كانت هي من تسبب ارتفاع رهيب في ضغط الدم والسكر ودقات قلب أسرع من القطار الأسباني .
حلاوة المولد، بالنسبة لي، ليست مجرد نوع من الحلوى، بل هي تجسيد لذكريات طفولتي عندما كنت أنتظر والدي ليشتري لي أنا وأختي، العروسة والحصان المصنوعين من السكر،والتي كانت تمثل أكثر من مجرد طعام؛ كانت رمزًا للبهجة والاحتفال. أتذكر كيف كنت أترقب بفارغ الصبر قدوم هذه المناسبة كل عام. كنت أستمتع بلعب العروسة والحصان، وأتخيل مغامرات خيالية لهما، كانت أمي تعد لنا مهلبية باستخدام بقايا الحلوى التي تسقط أثناء اللعب، مما كان يضيف لمسة من الحلاوة إلى الاحتفال. الشوارع في تلك الأيام كانت تتزين بألوان المولد، والمحلات كانت تعرض الحلوى بأنواعها المختلفة، من السمسمية إلى الفولية، مما يعزز الأجواء الاحتفالية.
كبرت وأصبح لدي فهم أعمق لمكانة هذه الحلوى في ثقافتنا، وكيف تعبر عن تقديرنا وتكريمنا لهذه المناسبة العظيمة. كل قطعة من حلاوة المولد كانت تذكرني بالحب والفرح الذي يجمع العائلة والأصدقاء في هذا اليوم المبارك.حتى الآن، رغم التغيرات التي طرأت على طريقة تقديم الحلوى والتكاليف المتزايدة، تظل حلاوة المولد جزءًا مميزًا من ذكرياتي. إنها ليست مجرد حلوى، بل هي رمز للاحتفال والتقاليد، وتجعلني أسترجع لحظات طفولتي بكل ما فيها من سعادة ودفء عائلي.
ولكن سرعان ماتحولت العروسة والحصان من الحلوى إلى تصاميم بلاستيكية،وتحولت معها المشاعر والدفء العائلي إلي تباعد ومعايدات علي وسائل التواصل الاجتماعي بينما أصبحت الزينة مصنوعة من القماش بدلاً من الورق الملون تغيرنا وأصبحنا نبحث عن تراثنا المتجذر في تقاليد الاحتفال بالمولد النبوي
أين روح المحبة والتكافل التي يجب أن تسود بيننا في كل وقت؟
وبرغم بعض الانتقادات التي يعتبر فيها البعض هذا الاحتفال بدعة،إلا أنني أري المولد النبوي الشريف رمزاً للوحدة والتقوى، ويجمع بين جميع أفراد الأسرة في لحظات من السعادة والذكرى، ولكن ما أبغيه أن تقدم الحلوى كهدية للفقير للتعبير عن المحبة،وكنوع من أنواع التكافل
طبيب يتطوع بوقته لعلاج المرضى الفقراء، أو مجموعة من الأصدقاء يتبرعون بالأموال لتأمين علاج لطفل مريض
أو مجموعة أخري تكفل طفل يتيم ، أشكال التكافل كثيرة .
الأهم من حفظ ٱية قرٱنية هو تطبيقها
تطبيق الآية القرآنية في الحياة اليومية هو الهدف الأسمى من حفظها. فهم كيفية تطبيق التعاليم القرآنية في سلوكك ومواقفك اليومية يعزز القيم الدينية ويؤثر إيجابيًا في حياتك وحياة الآخرين فالرسول صلي الله عليه وسلم كان قرٱنا يمشي على الأرض .
أهمية مولد النبي صلى الله عليه وسلم تتجاوز مجرد الاحتفال؛ فهي فرصة للتأكيد على أهمية الاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في سلوكهم وأفعالهم، وتعزيز قيم المحبة والتعاون بين الأفراد.