من خيانة الروح إلى القوة المتجددة رحلة من الألم إلى النصر

 

سويده أحمد

في عالم مليء بالتجارب الإنسانية المتنوعة قد تكون هذه القصة مستوحاة من خيالاتنا أو تجارب قد تمر بها الأرواح المختلفة ربما تعكس معانيها صراعات داخلية وتجارب شخصية تمثل جزءاً من تجاربنا جميعاً

لقد كان الأكثر إقناعا بين كل من كذب علي في حياتي لم يكن مجرد كذب عابر بل خداعاً نسج بمهارة جعلني أصدق كل كلمة وكل وعد ومع ذلك ما زلت أشعر بالعتاب يثقل صدري يتغلغل في روحي ويعيدني إلى تلك اللحظة التي انهارت فيها كل الثقة لم يكن ما اكتشفته مجرد خيانة كلمات بل خيانة روح كأنما سحب مني جزءاً من نفسي وتركني أعيد تشكيل عالمي المتصدع

لن أنسى تلك الليلة التي سقط فيها قناع الحقيقة أمامي وكيف باتت كل مشاعري مشوشة في تلك اللحظة انطفأت بريق الثقة في عيني وصار العالم من حولي موحشاً لقد ترك في داخلي جرحاً عميقاً جرحاً لا تداويه الكلمات ولا تطمئنه الوعود صرت أخاف من أن أمد يدي نحو أحدهم أخشى أن أتجرع الخذلان مرة أخرى حتى لو كانت اليد الممدودة صادقة

ورغم أنني كنت أنا من رحل كان الرحيل أصعب قرار اتخذته تركته خلفي وأخذت معي ندبة تذكرني دوماً بأن الثقة ليست أمراً بسيطاً لم أطلب اعتذاراً ولم أطلب تفسيراً فقد كنت أعلم أن الكلمات مهما كانت لن تغير ما حدث ولن تمحو تلك الخيبة التي سكنت قلبي رحلت لأحمي ما تبقى مني لأبحث عن شفاء داخلي لا يمكن لأحد سواي أن يحققه

ورغم الرحيل ما زلت أشعر بأن تلك التجربة صنعت مني شخصاً مختلفاً لست أضعف لكنني أكثر حذراً لم أفقد القدرة على الثقة تماماً لكنني تعلمت كيف أضع حدوداً واضحة لحمايتي أصبحت أزن الأمور بعقلي قبل أن أمنح ثقتي نعم ربما غيرني لكنني في النهاية وجدت القوة لأواصل طريقي بحذر أكبر وإدراك أعمق لمن يستحق أن أمنحه ثقتي

لكن الخذلان لم يأتِ منه وحده فقد كان خذلان الأهل أكثر وجعاً وأعمق أثراً توقعت منهم أن يكونوا سندي أن يشعروا بما أمر به لكنني وجدت نفسي وحدي في مواجهة هذا الألم لم يكن فقط خذلاناً من شخص وثقت فيه بل كان أيضاً من أقرب الناس لي ممن كنت أعتقد أنني سأجد عندهم الدعم تلك التجربة لم تكتف بتحطيم ثقتي بالآخرين بل دمرت كل علاقاتي أصبحت أبتعد عن الجميع لا أرغب في الانخراط في أي علاقة أو محادثة عميقة لأنني لا أستطيع أن أثق بأحد بعد الآن لخوفي من أن أتعرض للخذلان مرة أخرى حتى وإن كان من أقرب الناس لي صرت أرى الخذلان في كل يد تمتد نحوي وكأنني أعيش في دائرة مغلقة لا أستطيع الخروج منها التجربة لم تحطم علاقتي به وحده بل بغيره أيضاً حتى من لم يكن لهم ذنب فيما حدث باتت كل العلاقات حولي هشة كما لو أن الثقة أصبحت شيئاً مستحيلاً بعد كل ما مررت به

لكن رغم كل هذا الألم لم أستسلم بل على العكس جعلت من تلك التجربة دافعاً لتطوير شخصيتي أصبحت أرى في نفسي طموحاً غير محدود يسعى دائماً إلى تحقيق المزيد كلما وصلت إلى هدف وجدت نفسي أطمح إلى بلوغ مستوى أعلى وأضع أهدافاً جديدة لتحقيقها لم أعد أفكر في الماضي وما كان ينقصه بل ركزت على المستقبل وما أستطيع تحقيقه

قرأت كثيراً عن الأشخاص الذين مروا بتجارب سيئة في حياتهم وكيف أن هذه التجارب غالباً ما تؤدي إلى تغييرات إيجابية في شخصياتهم لاحظت أن الكثير منهم تحولوا من أشخاص مكتئبين إلى ناجحين وأنهم استخدموا تجاربهم الصعبة كدافع لتحقيق النجاح والتطور أعتقد أن ما مررت به لم يكن شيئاً سيئاً بالكامل بل كان درساً ساعدني على النمو والارتقاء

تجربتي هذه علمتني كيف أكون أكثر إصراراً وألا أترك للخذلان أي فرصة ليؤثر على طموحي استخدمت الألم كحافز لتصحيح مساري وتوجيه طاقتي نحو بناء مستقبل أفضل بعيداً عن أي ذكرى محبطة أو خيبة أمل قررت أن أضع كل ما عشته جانباً لأن العودة إلى الوراء لن تحل أي شيء بل يقتصر الأمر على تعزيز عزيمتي في تحقيق أهدافي والنجاح في ما أسعى إليه

من خيانة الروح إلى القوة المتجددة رحلة من الألم إلى النصر
Comments (0)
Add Comment