كتبت/ رانده حسن
اختصاصي نفسي
يُعتبر المخ البشري من أكثر الأعضاء تعقيداً وإبهاراً في جسم الإنسان، حيث يُشكل مركز التحكم في جميع وظائف الجسم والإدراك والتفكير. يتكوّن المخ من حوالي 100 مليار خلية عصبية تقريباً، وكل منها تتصل بالآلاف من الخلايا الأخرى لتشكيل شبكة معقدة من الروابط العصبية التي تنقل المعلومات بشكل فوري وسريع. هذا العضو الفريد يزن ما بين 2% إلى 2.5% من وزن الجسم، ويتألف من 80% من الماء و20% من الدهون.
يتطلب المخ طاقة كبيرة ليعمل بشكل صحيح؛ إذ يستهلك نحو 30% من السعرات الحرارية التي يتناولها الجسم. في الواقع، يُستخدم حوالي 90 سعرة حرارية في الساعة أثناء العمل الذهني والفكري، ويحتاج المخ إلى ما يقارب 120 إلى 150 جراماً من الجلوكوز يومياً ليعمل بكفاءة. كما يستهلك المخ حوالي 20% من الأكسجين الذي يدخل إلى الجسم، مما يعكس أهمية تزويد الجسم بالأكسجين بشكل كافٍ للمحافظة على نشاطه العقلي.
يرتبط نصفا المخ الأيمن والأيسر بحوالي 200 مليون شعيرة عصبية، وهذه الروابط هي التي تضمن التواصل السلس بين الجانبين، وتسمح بنقل المعلومات بفاعلية. ومن الجدير بالذكر أن ضعف الروابط بين نصفي المخ يمكن أن يكون مسؤولاً عن النسيان والسرحان. لذلك، فإن تعزيز الروابط العصبية من خلال التمارين الذهنية والتعلم المستمر يمكن أن يساهم في تحسين الذاكرة والقدرات العقلية.
الذاكرة الفذة تُعد موهبة طبيعية، ولكن من الممكن تعلم تقنيات لتحسينها وتحويلها إلى مهارة مكتسبة. يتعامل المخ مع الكلمات على أنها روابط تستدعي صوراً وأصواتاً ومشاعر معبّرة، مما يسهم في استدعاء الذكريات بسهولة. إن الاستمتاع بعملية التذكر واستعمال الروابط الخيالية من الوسائل الفعالة لتنشيط العقل وتحفيز الإبداع.
تمارين التنفس العميق تساعد في السيطرة على مستوى النشاط العقلي للمخ، ويمكن أن تكون طريقة فعّالة للتهدئة وتحسين التركيز. يتنوع النشاط العقلي للمخ تبعاً للتغير في الذبذبات الصادرة عنه، سواء أثناء مراحل النشاط العنيف أو خلال النوم.