سويده احمد
تشهد المستشفيات الإسرائيلية تراجعاً كبيراً في عروض التعاون الطبي من قبل الشركات العالمية، نتيجة الانتقادات الدولية المتزايدة للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ما يقرب من عام. هذه التعاونات كانت تمثل مصدر دخل حيوي للمستشفيات، مما يزيد من الضغوط على القطاع الصحي في إسرائيل.
ووفقاً لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين في قطاع الصحة، فقد ألغت أو أجلت بعض الشركات تعاونها مع المستشفيات الإسرائيلية، حيث لم يعد منسقو الأبحاث يأتون إلى إسرائيل كما كانوا في السابق. هذا التراجع يشكل ضربة قوية لإسرائيل التي اعتمدت لسنوات على الأبحاث الطبية كركيزة أساسية لتطوير قطاعها الصحي.
تشير البيانات المنشورة سابقاً إلى أن المستشفيات الإسرائيلية حصلت على حوالي 822 مليون شيكل (نحو 205 ملايين دولار) خلال عام 2021 فقط من خلال اتفاقيات التعاون البحثي. ومع تراجع هذا التعاون، فإن المستشفيات ستعاني من فقدان جزء كبير من هذا الدخل.
أكبر المستشفيات المتضررة من هذا التراجع هو مركز شيبا الطبي، الذي يُعد أكبر مستشفى في إسرائيل والشريك الأكثر نشاطاً في الأبحاث الدولية. شهد المركز انخفاضاً بنسبة الثلث في طلبات التعاون من الباحثين وشركات الأدوية والمؤسسات الأكاديمية لإجراء التجارب خلال الفترة ما بين يناير وأغسطس 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كذلك، أبلغ مركز تل أبيب سوراسكي الطبي عن انخفاض بنسبة 10% في طلبات التعاون البحثي الدولي خلال العام الجاري، مقارنة بالعامين السابقين، مما يشير إلى استمرار الانخفاض في طلبات التعاون الطبي.
البروفيسور جوزيف بيكيل، رئيس “لجنة هلسنكي”، صرح بأن الشركات الدولية كانت تعتمد على المستشفيات الإسرائيلية لإجراء الاختبارات والتجارب الطبية لسنوات، لكن الأشهر الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً في عدد الطلبات المقدمة. “لجنة هلسنكي” هي المسؤولة عن الموافقة على طلبات الباحثين والشركات والمؤسسات الأكاديمية لإجراء التجارب والدراسات الطبية في إسرائيل، ويُعتبر هذا التراجع تحدياً كبيراً أمام المستشفيات الإسرائيلية التي كانت تعتمد على هذه الشراكات الدولية.