في المسابقات الدينية

د. فرج العادلي

جاء إليَّ رجل بعد صلاة الجمعة، وقال لي: ما هي الصلاة التي إذا صليتها في المسجد صليتها أربعا، وإذا صليتها في المنزل كانت ركعتين؟

فقلت له من أين اتيت به؟
قال من مسابقة دينية.

قلت له لا أدري.

فتعجب، فقلت له في نفسي وهل تسأل أحمد بن حنبل حتى تعجب من قولي لا أعلم !

. ثم قال لي بكل ثقة: إنها سنة الجمعة.
فقلت له: أولا أنت لم تذكر أنها صلاة سنة.

ثانيا: منتهى علمي أنها تصلى ركعتين أو أربع، أما التحديد بالركعتين في المنزل وأربعٍ في المسجد فلم أسمع به قبلُ.

ثم رجعت، وبحث، فوجدت أن سنة الجمعة ورد فيها أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- صلاّها في المنزل ركعتين، ومرّة أمر بصلاتها أربعا( كما عند مسلم في صحيحه)

وجاء الإمام ابن تيمة-رحمه الله- وحاول التوفيق بين القول والفعل، فقال: لعلَّها تُصلى في البيت ركعتين، وفي المسجد أربعا. وليس فيه نصٌ بل اجتهاد منه-رحمه الله-

وأقول: هل مثل هذا يصلح مسابقات ؟!

هل هذا القول الاجتهادي( المحترم طبعا) يُلقى للعوام هكذا حتى يظن العامة أنه من قبيل الإزام أو الوجوب، حتى صار أحدهم ينكر على غيره؛ لظنه أنه من الدين، وأنه لا يجوز غيره، ويجب التصحيح، والنصيحة للمخالف؟!

أي فقه هذا، إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يترك بعض السنن خشية أن تُفرض أو يظن الناسُ أنها واجبة، وأنتم توهمون العوام أن اجتهاد العالم من صميم الدين وأركانه ؟!
قال سيدنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-

يأتي زمان يكثر فيه القراء ويقل الفقهاء ويكثر الهرج

وانظر كيف قرن كثرة القراء( غير المتفقهين) بالهرج (وهو الق تل)، وذلك لخطرهم، لأنهم عوام في هية علماء، فيفتون بغير علم فيضلون، ويضلون الناس، والدين أخطر وأغلى من اللحم والدم بلا ريب.

فعليكم بالمسابقات الواضحة أو البعيدة عن العبادات والأحكام، ولتكن في الثقافة الدينية بشكل عام.
والله الهادي

في المسابقات الدينية
Comments (0)
Add Comment