ذهاب بلا عودة

السيد عيد

كعادتي جلست على مكتبي وأمامي فنجان قهوة وأستعد لكتابة مقال جديد ولكن هذه المرة جلست لأفكر ماذا أكتب

في عالم مليء بالروتين والملل ماذا عساي ان أكتب وأنا علي مسرح الحياة ،الحياة التي بدأت علي الأرض بعد عصيان آدم عليه السلام لأمر الله وهو في الجنة، تم إرساله إلى الأرض كجزء من خطة إلهية للاختبار والتعلم. .في هذا السياق، يُنظر إلى الحياة كإختبار لتمحيص الإيمان وصقل الشخصية والتقدم وليس كعقاب.

كلما اجتزنا عتبة من التقدم نجد أنفسنا في سباق محموم لحماية ما حققناه؛ ولكن هل حققنا التقدم فعلا هل عمرنا الارض أم أن ما نراه ليس سوى مجرد خدعة بدأت منذ العصور القديمة عندما كان الطغاة والمستعمرين يكتسحون الارض محولين سكانها إلى عبيد أرقاء ومع مرور الزمن تطور الطغيان وأصبحنا عبيدا للأجر بدلا من نحرر أن أنفسنا من قيود العبودية المادية ،حيث تحولت الأوثان التي كانوا يعبدونها إلي صندوق النقد الدولي الذي يستعبدون أنفسهم له يفرض علينا شروطا وشروطا للحصول علي القرض ، نرفع الدعم عن كل شيئ لترتفع الأسعار ويعاني الفقير

نحن بحاجة إلى إعادة النظر في مفهومنا للتطور والبحث عن طرق حقيقية لتحرير أنفسنا من قيود الاستغلال والتخلف بعيدا عن الإدانة والإستدانة

واقع متناقض، بتنا نطمح أن نمتلك الأرض، فإذا بالأرض هي التي تمتلكنا، وتجعلنا عبيدا لها. ننسج أضغاث  أحلامً بامتلاكنا المال، معتقدين أنه وسيلتنا للتحرر من العبودية، لكن الحقيقة هي أن المال يفتح لنا أبوابًا جديدة من العبودية، ويزيد من احتياجاتنا بدلًا من أن يقللها.

كيف نحرر أنفسنا من قيود المال والأرض،ونحن نحتاج المال لنعيش وغيرنا يبني قصورا ،نحتاج أن يعود بنا الزمن لبداية الخليقة أو لعهد القدماء المصريين عهد التقدم والازدهار والحضارة ، نحتاج أن نأكل مما نزرع وأن نلبس مما نصنع.

هذه هي معضلتنا الكبرى، معضلة تتطلب منا أن نتجاوز السطح ونفهم أعمق أسرار عالم الأرض، وأن نتعلم  ونبحث عن معنى حقيقي للحياة خارج حدود هذه الدوامة المظلمة.

إذا ضقت ذرعاً بالأرض ومن عليها فما عليك سوى الرحيل إلى كوكب ٱخر للعيش هناك بعيدا عن سطوة المال لتتحرر من العبودية في رحلة ذهاب بلا عودة.

ذهاب بلا عودة
Comments (0)
Add Comment