بقلم:أحمد عتلم
هل تخيلت يوماً أن محاولاتك المستمرة للمضي قدماً لا تُكلل بالتوفيق؟
أن تكتشف أنك أصبحت ضحية لمجتمع مسموم يتفنن رواده في تحطيم العزيمة والهمم بدعوى أن القادم أسوأ لا محالة؟
هذه ادعاءات كاذبة، يا صديقي، فالوعد الإلهي واضح وصريح، حيث قال عز وجل في محكم كتابه: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم”.
كثيرًا ما يراودنا شعور سلبي حول اعتيادية الأمر من حيث السعي واللا سعي، ظانين أن الأمر سواء. تؤثر الأخبار والأفكار السلبية من حولنا على عزيمة البعض، مما ينعكس بشكل سلبي على قدراتهم الإبداعية.
وهنا، يجب عليك أن تتعلم الدرس جيداً، عليك أن تكون حريصاً كل الحرص على النجاح، بل أن تتفنن في نجاحك. فليست كل الطرق تؤدي إلى روما؛ هناك “معطيات ونتائج”. جهد وسعي لا بد وأن يصحبه عائد يرضيك كشخص لم يدخر جهداً قط ولم يتكاسل يوماً ما، منصتًا لأصوات اليأس والفشل.
عزيزي القارئ، لن يدعمك المجتمع إلا بعد نجاحك.
“أكرر: لن يدعموك إلا بعد نجاحك”.
فلا تستسلم لنداءات التكاسل والجزع، وواصل طريقك نحو تحقيق هدفك مؤمنًا ومسلّمًا بأنه بقدر السعي تكون النتائج. فالخيار خيارك وحدك: إما النجاح، وإما النجاح، فلا مجال للفشل أمام شخص عاهد الله على الاستمرارية حتى نهاية الطريق.
يقول د. أحمد خالد توفيق:
في رحلة ريفية، رأيت مجموعة من أصدقائي يلعبون لعبة سخيفة: علقوا زجاجة مياه غازية فارغة بحبل على غصن شجرة وجعلوها تتأرجح كبندول الساعة، ثم راحوا يصوبون عليها بالبندقية من مسافة بعيدة نسبياً. دنوت منهم وقررت أن أجرب. ما هذه؟ بندقية؟ كيف تطلقون بها؟ ما المطلوب بالضبط؟ إصابة هذه الزجاجة؟ دعوني أجرب. وضغطت الزناد بلا تفكير لتتناثر شظايا الزجاجة في كل اتجاه ويشهق أصدقائي ذهولاً. عرفت فيما بعد أنهم يحاولون منذ ساعة، وأن ثلاثة منهم حاصلون على جوائز في الرماية، لكنهم فشلوا! لو كنت أعرف هذا كله مسبقاً، لفشلت حتماً.
عزيزي القارئ، تأمل معي شجاعة الجهل كوسيلة لتخطي مصاعب وعقبات تحول دون تحقيق النجاح المنشود. فلولاها لما فعلنا أي شيء، لأننا نتوقع الفشل من البداية.
لهذا، لم أندهش عندما قرأت عن ذلك الشاب الأمريكي الذي دخل قاعة المحاضرات متأخراً، فوجد على لوح الكتابة معادلة غير محلولة. نسخها وافترض أن هذه هي واجبه المنزلي. وهكذا عاد لداره وسهر حتى أتم حل هذه المعادلة وقدمها لأستاذه في اليوم التالي. أصيب الأستاذ بالذهول، وطلب الفتى ليخبره بالحقيقة: هذه المعادلة لا حل لها أو هكذا اعتقد أساتذة الرياضيات عبر التاريخ، وقد كتبها الأستاذ على لوح الكتابة كنموذج للمعادلات مستحيلة الحل. الطالب الذي لم يعرف هذه الحقيقة حلها في ليلة واحدة!
هنا، يجب أن نتحلى بشجاعة الجهل، وألا نفكر في مدى صعوبة ما نحن بصدده بشكل سلبي يُثبط من عزيمتنا، ولا بعدد من فشلوا قبلنا لمجرد تهاونهم واستهتارهم بالأمر.
هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة للنجاح، أما لو حاصرتنا أشباح المخاوف قبل أن نبدأ، فلسوف تخرج تلك الكلاب السوداء المفترسة لتمزقنا قبل أن نخطو خطوة واحدة!
تفحص التاريخ جيداً لتكتشف الكثير عن نماذج أثبتت للعالم أجمع الفرق الكبير بين عقلية المستهلك الذي يمضي حياته اليومية دون أن يعود على مجتمعه بأي نفع يُذكر، وبين عقلية شخص أضاف بوجوده إلى المجتمع قيمة الحياة باستثمار في قدراته ومؤهلاته التي حباه الله إياها ليمثل بذلك دينامو التطوير وأيقونة التميز.
فانهض وتأهب واستمر في طريقك بعزيمة جوهرها الثقة والاعتماد على الله، فلن يضيعك رب هو أعلم بقدر جدك واجتهادك. كم من صعوبات وعقبات عرقلت طريقك نحو هدفك، ولكنك كنت ولا زلت مقاتلاً شرساً يخوض معركة الحياة دون تردد.
— with د. عيد على and 4 others.