السقوط علي الحافة

 

بقلم/ سالي جابر 

أسمع صرير صوت يختبئ داخلي يترك بعض بصماته قبل أن يرحل، يأتي مساءّ يحدثني فيما كان وما سيحدث وينسى اللحظة الحالية، أغفو على نبضاته وانعكاس شعاعه على قلبٍ أرهقه التفكير، لكن لِمَ لا… سأتحدث إليه حينما تغزل الشمس أشعتها ويخترق شعاعها نافذتي، سأطل عليه برواسب قديمة ربما تمحيه، لا… فأنا لن أتركه يمضي قبل أن نتفاهم .

اليوم استيقظت على صوت هاتفي يدق كثيرًا، لم تكن رنة هاتفي الرقيقة المعهودة بل هي دقات قلب مريض، جلست على سريري مرعوبة، يقطب جبيني وأنا لم أعِ شيئًا، دقات قلبي تحدثني بخوف، ودقات الساعة تزيد هلعي ولا أعلم أكان هذا حلمًا أم حقيقة !

كان الليل طويلًا وقاسيًا يحدث عقلي عما كان وما سيكون وأنا جالسة أمامه أتربع على الحافة أخشى السقوط، بكيت كثيرًا عندما انهار الجرف وتمسكت بخيط رديء، ظللت أصرخ وأصرخ ولا أحد يسمعني، اندمج صوت قلبي مع عقارب الساعة وظننته هاتفي.

هكذا الحال يرق قلبي مع أفكاري وأخشى الليل من الوحدة والتفكير، وفتحت أوراقي السابقة وبدأت أنفذ مهام العلاج السابق وأتساءل لماذا؟ هل سأذهب مجددًا إلى الطبيب وأحكي ما أعاني، هل ستتناول العلاجات مني، هل سيغضبني الليل ويقهرني الخوف ثانية ؟

وقررت العلاج وكان أول ما سألني طبيبي: لماذا الانتكاسة، ماذا حل بكِ؟

سالت الدموع من عيني وخفق قلبي وشرد ذهني قليلًا ثم حكيت، أغمض عيني وأقف الحديث وأتنفس الصعداء وأنا أعلم أن هنا في هذا المكان يمكننا الحديث بلا مخاوف، لم يكن لدي ما يخيفني سوى الحزن القابع في قلبي، كلما تحدثت بكيت، انتهت الجلسة الأولى بمهام شديدة الصعوبة، لكن من أراد شيئًا فعليه بلوغه، سأحاول…

جاء الليل وبدأت أتأمل حالي الهزيل والطرقات المظلمة والبكاء في أشد أحواله، “سأنام” أرددها لنفسي بأمل وقلبي يقسو على دقاته، سأنام دون توتر ولا أحلام.

من أقسي المواقف الهروب على الحافة، ستسقط حتمًا ستسقط ولكنك تتشبث بالأمل.

السقوط علي الحافة
Comments (0)
Add Comment