نهاد عادل
العناد و الإصرار سلوك موجود عند الناس بنسب متفاوتة و البداية تكون من الإصرار على الموقف ويتفاقم إلى درجات أعلى ويصبح ظاهرة تستحق أن يطلق عليها صفة “العناد” حينما يصل إلى درجة حادة من التصلّب في الرأي وفرضه على الآخرين.. ويتميز “العناد” بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه وهو من اضطرابات السلوك الشائعة وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة وسلوكا في شخصية الفرد ولهذا فإن “العناد” حينما يوصف به سلوك معين فإن المقصود يتّجه مباشرة إلى الصفة السلبية في ذلك السلوك.. لذا يطلق على الشخص بأنه إنسان “عنيد” أو رأسه “ناشف” سواء كان رجلاً أو امرأة.
فالشخصية العنيدة هي التي تتسم بتشبثها بالرأي وعدم تقبلها للأخطاء كما أنها تقاوم أو ترفض تغيير رأيها فيما يتعلق بأفعالها أو أقوالها مهما تم تقديم الدلالات التي تثبت مدى الخطأ في الأمر كما أنها تحمل قدراً كبيراً من الإصرار في حياتها في مختلف الأمور فهي شخصية لا تتخلى عن معتقداتها وأفكارها في معظم الأوقات وعادةً ما تعتبر الناس هذه السمة سمة سلبية فهي شخصية مزعجة بالنسبة للطرف الآخر لأنها تميل للتحكم والسيطرة على المواقف والأشخاص من حولها. فهي تفضل أن تكون هي من يقرر وتقود الأمور بطريقتها.
إلا أن العناد في بعض الأوقات قد يعود بالنفع على صاحبه عندما يستخدمه في عدم الاستسلام في الوصول إلى هدفٍ سامٍ في رأسه كما أن الوقوع في حب امرأة عنيدة قد يكون أمراً صعبًا بعض الشيء و عادة ما تكون نسبة العناد أكبر عند النساء من الرجال.
و”العناد” نوعين: أولاً “العناد” هو الإصرار وتصلب الرأي وله نوعان من الصفات هو المحمود والمنبوذ.
أما المحمود وهو التصلب على الحق
والمنبوذ المتصلب على باطل فالأول يكون فيه أجر والثاني يكون قد خسر الأجر ويكون فيه غدر في قرارة نفس العنيد للمنبوذ يعترف ويقر ولكن “يعند” لجهل ما بمقتضيات الأمر.. والجاهل عدو نفسه فيخسر هو ويخسر غيره المهم أنه “يعند” فقط من أجل فرض رأيه هو وإصراره على ذلك الرأي. والمعاندين للمنبوذ يكونوا إما للجاه.. أو العظمة أو مرض أو جهل.. ولكن لا يكون محبوباً عند الناس.. أما المحمود يصاحبه الكل و يتهافت عليه ويحبه عامة الناس.