إلى الوجه الملائكي

انتصار عمار

إلى الوجه الملائكي الذي غاب عني عمرًا، ورحل بعيدًا عبر أزمنة الحياة، حاملًا في طياته ضحكات ولت، هربت بعيدًا من قصف الحياة.

وأحاديث سمر كانت تتردد بين جدران الزمان، ما كانت تحلو إلا مع الرفاق، لن يبحر شراعها مرة أخرى وقارب الزمان، فلقد أصبحت أسيرة، مستعمرة، محتلة، حينما اعتدت عليها يد التغير، وكست ملامح وجهها الحزن ألمًا لرحيل عبق الزمان.

إلى من يستوطنون قلبي، ويمتلكون مفاتح خزائن بسمتي، إلى أصحاب الزمن الجميل، زمن البراءة والنقاء، إلى صندوق الذكريات الذي يحوي ألبوم صور من الأبيض والأسود.

إلى كل جميل وراه ستار الزمان، إلى كل من رحل وترك بقلبي وجعًا، إلى ذكرياتي التي حُفرت بأعماقي، ولن تُمحى.

إلى زمن صافحت فيه أشعة الشمس سنا السعادة بعين الصغار.

وضحكات كانت تعلو، و تتعانق عبر أثير حكايات جدتي، وعربة الآيس كريم التي كانت تمر بنا، وكأنها تعزف بمسامعنا أجمل الألحان.

وزخات المطر التي تداعب وجنتي، حين يأتي الشتاء، وأشعة الشمس التي كنت أسابقها إلى. البيت عند عودتي من المدرسة مع الرفاق.

وعيون مدرسي التي كانت تُشع فرحًا، حين أجيبه سؤالًا، وأكلات أمي التي كانت تملأ أرجاء البيت عطرًا بنكهة حلو الطعام.

وشاشة التلفاز الصغير الذي كنا نلتف حوله كل مساء وفوازير شهر رمضان.

إلى الزمن الجميل الذي تلاشى من بين دفاتر وصفحات الحياة إلا من ذاكرتي، أهديك درع التكريم، درع التميز والبقاء.

إلى الوجه الملائكي
Comments (0)
Add Comment