عيد علي يكتب الشخصية: مدخل إلى ماهيتها وأهميتها

عيد علي يكتب الشخصية: مدخل إلى ماهيتها وأهميتها

اختلف مفهوم الشخصية واختلفت معانيها لذا فإن مفهوم الشخصية من المفاهيم التي حظيت بالكثير من الجدل بين علماء النفس، حيث تعددت التعريفات ووصل عددها إلى ما يزيد عن أربعين تعريفًا. إلا أن التعريف الذي يلقى قبولًا واسعًا هو أن الشخصية هي “مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تبرز في العلاقات الاجتماعية لفرد معين وتُميزه عن غيره”.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تُعد الشخصية مهمة؟

في ظل الظروف العالمية الحالية، حيث يشعر الإنسان بالغربة والعزلة عن نفسه الحقيقية، يصبح تطوير الشخصية من أولوياتنا. الإنسان المعاصر يجد نفسه محاصرًا بأعباء الحياة المادية التي تقيده، بينما يتجاهل الجانب الروحي والعقلي الذي يعتبر مفتاحًا لتحسين الذات وإدارتها بفعالية.
لن يكون خلاص الإنسانية إلا بالتركيز على النمو الروحي والعقلي، وليس فقط على تحسين الظروف المادية. ولتنمية الشخصية، لا يحتاج المرء إلى ثروات أو قدرات خارقة، بل يحتاج إلى إرادة قوية وعزيمة راسخة.

لقد أظهرت تجارب الأمم السابقة أن أفضل وسيلة لمواجهة التحديات الخارجية هي تعزيز الداخل، من خلال إصلاح الذات واكتساب عادات جديدة، مما يؤدي بالنهاية إلى النجاح والتمكين.

إذن ما هي شروط تنمية الشخصية؟

١- التمسك بالهدف الأسمى:
الهدف الأسمى هو ذلك الذي يتجاوز المصالح المادية والغايات الدنيوية تحديد هذا الهدف ليس بالمشكلة، بل التحدي يكمن في الانشغال بتفاصيل الحياة اليومية، مما قد يضعف الشعور بالهدف ويقلل من قدرته على تحفيز التغيير الإيجابي في الذات.

٢- القناعة بضرورة التغيير :
يعتقد البعض أن حالتهم الحالية مرضية أو على الأقل ليست الأسوأ. بينما يظن آخرون أن ظروفهم محدودة وبالتالي لا يمكنهم التغيير. في الحقيقة، الرغبة في التفوق على الذات والتغلب على التحديات هي المفتاح لاكتشاف الفرص المتاحة للتحسين، بغض النظر عن الظروف.

٣- الإحساس بالمسؤولية :
عندما يدرك الإنسان حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة والتحرك. يجب أن يتذكر دائمًا اللحظة التي سيقف فيها أمام الله ليحاسبه على أفعاله، وأن يوقن أن التقاعس عن تحمل المسؤولية ما هو إلا نتيجة لعدم الشعور الجاد بها.

٤- الإرادة الصلبة والعزيمة القوية :
لا يمكن تحقيق أي تغيير دون إرادة صلبة وعزيمة قوية. في هذا الصدد، يمثل الرياضي مثالًا يحتذى به في الاستمرار رغم الصعوبات. فكما يتدرب الرياضي بانتظام للحفاظ على لياقته، كذلك ينبغي للمرء أن يواصل تطوير شخصيته من خلال اكتساب عادات إيجابية جديدة.

عيد علي يكتب الشخصية: مدخل إلى ماهيتها وأهميتها
Comments (0)
Add Comment