رانيا فتحي
أضحت فرنسا اليوم الأحد على نبأ وفاة أيقونة السينما الفرنسية آلان ديلون عن عمر ناهز 88 عاما، فقد أعلن أبناؤه الثلاثة في بيان صحفي مشترك وفاته لتختتم حياته الزاخرة بالأعمال الفنية التي أصبحت من روائع السينما الفرنسية.
وجاء في البيان: “يشعر آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك (كلبه) لوبو، ببالغ الحزن وهم يعلنون رحيل والدهم. لقد توفي بسلام في منزله في دوشي، محاطا بأطفاله الثلاثة وعائلته .. التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”.
ومنذ ذلك الإعلان وتتوالى ردود الأفعال داخل الأوساط الفنية والثقافية وحتى السياسية للتعبير عن بالغ الحزن لوفاة النجم الفرنسي. فقد نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ديلون وذكر على منصة “إكس” عدد من الأفلام الشهيرة له مثل Monsieur Klein و Rocco و Le Samouraï، حيث “جسد آلان ديلون فيها أدوارا أسطورية، وجعل العالم يحلم”، مضيفا أن آلان ديلون كان أكثر من مجرد نجم، فهو معلم من معالم فرنسا.
وشهدت حياة آلان ديلون كثير من الأحداث منذ صغره، وُلد في 8 نوفمبر 1935، ولكنه عاش طفولة صعبة إثر انفصال والديه عن بعضهما البعض وهو في عمر الرابعة، ثم عُهد به إلى عائلة أخرى لتبنيه، الأمر الذي أثر فيه كثيرا. وفي عمر 17 عاما، اختار الانخراط في الجندية الفرنسية في سنوات الخمسينيات، حيث شارك إلى جانب قوات بلاده في حرب الصين والهند.
ودخل ديلون عالم السينما عن طريق الصدفة فقد اكتشفه الممثل والمخرج جان كلود بريالي الذي دعاه إلى مهرجان كان السينمائي عام 1956، وقدم فيلمه الأول في عام 1958، مع المخرج إيف أليجري في فيلم “Quand la femme s’en mêle”، وكانت تلك بداية مسيرة مهنية لنحو 90 فيلما.
منذ بدايته المذهلة التي تميزت بوسامته ولياقته البدنية، ومرورا بسنوات نضجه الفني وحتى نهاية حياته المهنية حيث كان يتمتع بأسطورته الخاصة لها كل الاحترام والإعجاب.
بدأ مسيرته الفنية في الخمسينيات من القرن العشرين وحقق شهرة واسعة، لكن فترة الستينيات وحتى الثمانينات، كانت فترة لمع فيها نجمه لأدائه المبهر، قبل أن يصل إلى القمة.
من أبرز المحطات في مسيرته الفنية الحافلة: مع فيلم “Plein Soleil” في عام 1960، ومع فيلم “Rocco et ses freres” في عام 1960 أيضا، وأيضا فيلم “Le Guepard” عام 1963. وحقق نجاحا باهرا في فيلم ” Le Samouraï”إنتاج 1967، ثم فيلم “La Piscine” عام 1969، لكن اعتبر دوره في فيلم ” Monsieur Klein” عام 1976 ، من أفضل الأدوار التي قدمها في مسيرته الفنية وأصبح أحد روائع السينما الفرنسية.