انتصار عمار
إنها أنفاسي التي ترتعد كلما دنا مني عبيرك، كلما اقتربت.
تهبط درج سُلم قلبي، كلما مني دنوت.
ذاك العبير الذي يُخبر عن موعد مرورك، أذابني فيك عشقًا، وما مللت.
ما حييت إلا بك، أحببتك حد الجنون، وكم لقائي بك تمنيت.
ليحتضن شوقي عبيرك، ففي زفير أنفاسك حيَيَت.
تلك الكلمات التي تُخطها أناملك، تُرسلها لي كل صباح، تبيت بين جنبات قلبي، تلتف وأضلعي، بها تعافيت.
لا تسألني لم أحببتك؟ فأنا لا أدري، ربما القدر، ربما القلب، ربما سحر عينيك الذي لطالما قاومته، وحذرًا توخيت.
إلا أن دعوتي كانت كل ليل تطرق أبواب السماء، أن تكون قدري، يا ليت!
آملًا بعيدًا يُسكن أعماق أمانيَّ، وله في عنان السماء بيت.
هويً لم يعرفه العاشقين، ولا وصف له، مهما حكيت.
تخيلت أنك تهواني، وأنه ربما اللقاء لا محالة آتي، لكني خيوط السراب هويت.
خيالات كنت أحياها، وعن الواقع بعُدت كثيرًا، وتنحيت.
فما كنت لي إلا نارًا تحترق داخلي، ظاهرها ريحان، ومسك وعنبر، وباطنها نيرانٌ منها تأذيت.
وكيف للعطور أن تحتمل سُكنى أعماق النيران دون أن يحرقها لهيب القرب، حتى وإن أبيت.