مها سمير
قضي رجال الإطفاء والكوادر اليونانية عشرات الساعات في صراع مع الطبيعة للسيطرة على النيران المستمرة فقد أعاقت الرياح القوية تحركاتهم معرقلة أداء الطائرات المخصصة لرش المياه لكن بعد ظهر يوم الإثنين أدى انخفاض سرعة الرياح إلى فتح نافذة الأمل .
بدأت الحرائق يوم الأحد بالقرب من بحيرة ماراثون (35 كيلومترًا عن شمال شرق أثينا) وامتدت عبر جبل بندلي وصولًا إلى الضواحي الشمالية للعاصمة مولدة ألسنة لهب يزيد ارتفاعها عن 25 مترًا أدت إلى مقتل شخص واحد عثر على جثته في مبنى محترق في ضاحية فريليسيا وإصابة 18 آخرين بجروح معظمهم بسبب استنشاق الدخان.
وبحسب المرصد الوطني اليوناني فإن صور الأقمار الصناعية تظهر أن الحريق قد أثر على حوالي 10,000 هكتار (25,000 فدان) مما دمر العديد من المنشآت في ضواحي المدينة التي تم إجلاء سكانها بشكل واسع وفي إطار الاستجابة قامت خفر السواحل اليوناني بتحويل جميع العبارات من بحر إيجه إلى ميناء آخر كما تم تحويل القاعات الرياضية والفنادق إلى مراكز الإيواء.
ولا يزال العمل مستمرًا على قدم وساق للسيطرة على النيران حيث يعمل كادر كبير يتجاوز 700 من رجال الإطفاء و190 مركبة و17 طائرة لإسقاط المياه بالإضافة إلى 16 طائرة هليكوبتر من أجل إخماد الحرائق وفي وقت متأخر من ليلة الاثنين سهل انخفاض الرياح على المسؤولين أداء واجبهم فقد أشاروا إلى أنهم أحرزوا تقدمًا في مواجهة الحريق. في هذا السياق قال المتحدث باسم إدارة الإطفاء الكولونيل فاسيليوس فاثراكوجيانيس إن رجال الإطفاء يعانون من صعوبة السيطرة على النيران في بقعة واحدة لفترة طويلة مع وجود عدة حرائق نشطة متفرقة معظمها حول ماراثون وبنديلي فيما وصف رئيس نقابة رجال الإطفاء نيكوس لافرانوس العمال بأنهم “منهكون”.
على ضوء الأزمة أفاد مسؤولون أن فرنسا ستساهم في جهود مكافحة الحرائق في اليونان من خلال تقديم طائرة هليكوبتر و200 رجل إطفاء مزودين بـ28 شاحنة إطفاء. في الوقت نفسه ستقدم إيطاليا طائرتين مخصصتين لإسقاط المياه كما ستسهم جمهورية التشيك بـ75 رجل إطفاء و25 مركبة إطفاء بينما تستعد صربيا ورومانيا أيضًا لتقديم مساعدات إضافية.
وفي إطار الدعم الدولي أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها سترسل طائرتين لمكافحة الحرائق وطائرة هليكوبتر ومن جانبها تعمل إسبانيا على تحضير التعزيزات التي ستُرسل إلى اليونان في الأيام القادمة.