د. إيمان بشير ابوكبدة
أسفرت حصيلة الاشتباكات في مدينة تاجوراء الليبية أمس الجمعة عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 16 آخرين، بينهم مدني.
وقد اندلعت الاشتباكات بعد محاولة اغتيال بشير خلف الله، المعروف بـ«بشير البقرة» الذي استهدفته مجموعة مسلحة تابعة لكتيبة صبرية ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وسيطر عناصر كتيبة رحبة الدروع على مقر كتيبة صبرية في منطقة تاجوراء (الواقعة على بُعد عشرة كيلومترات شرق طرابلس، والمحاذية لقاعدة ومطار معيتيقة)، بعد مواجهات بين الطرفين استمرت ساعات، حسب أهالي في المنطقة.
وأكد جهاز الإسعاف والطوارئ، بمقتل تسعة أشخاص وإصابة 16 آخرين بينهم مدني، في الاشتباكات المسلحة.
ودعا جهاز الإسعاف والطوارئ المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم ارتياد الطريق الساحلي تاجوراء إلا للضرورة القصوى، وسلك طريق وادي الربيع بدلا من ذلك.
وتشهد تاجوراء صراعات متعددة الأطراف، حيث تسعى الكتائب المسلحة للسيطرة على المنطقة، ليس فقط من أجل النفوذ العسكري ولكن أيضا للحفاظ على ولائها السياسي. ومن المعروف أن كتائب تاجوراء، بما فيها كتيبة صبرية، تدين بالولاء للمفتي المعزول الصادق الغرياني بعد مقتل أحد قادتها البارزين، ساسي، في السنوات الماضية. هذا الولاء جعل من تاجوراء محورا للصراعات الداخلية، حيث تتنافس الكتائب للسيطرة على المنطقة التي تعد بوابة استراتيجية لطرابلس.
حاليا، تشهد تاجوراء هدوءا حذرا، فالمواجهات توقفت، لكن التوتر لا يزال قائما. سكان المنطقة يعيشون في حالة ترقب دائم، يخشون من أن تعود الاشتباكات في أي لحظة، خاصة وأن الوضع لم يحسم بعد بشكل نهائي.