الصداقة الزائفة “استغلال و أذى”

 

نهاد عادل
الصداقة هي إحدى ضروريات الحياة وعنصر مهم في حياة البشر وتعد أحد أركان السلامة للحياة النفسية للإنسان فهنيئاً لمن كان له صديق صدوق.
ولكن نجد كثير من العلاقات الخادعة تحت مسمى الصداقة و هي لا أساس لها في الواقع بنيت أعمدتها وشيدت معالمها على مجموعة من الأسس الكاذبة الزائفة لأغراض خافية أو مصالح شخصية يتظاهر خلالها الشخص المراوغ بالاهتمام والود والإخلاص. وهو في الحقيقة كذاب وتافه بل إن شئت قل عديم الأخلاق ضعيف النفس فعلاقاته مع الأخرين من أجل مكاسب شخصية أو عوائد مالية.
وفي العادة فإن هذا الكائن الشيطاني مُدعي الصداقة يسعى لإظهار الود الكاذب والتعاطف الغادر والنصح المدمر في قالب خير و إحسان حتى تظن أنه هدية ربانية أُكرمت بها في حياتك وكأنه الأخ الشقيق الذي لم تلده أمك والملاك الرباني المكلف بحراستك وحفظك حتى يقنعك بضرورة اعتباره عينيك التي تُبصر بها وعقلك الذي تفكر به ووجدانك الذي تحب به وتبغض به وسمعك الذي تنتقي به ما يروق لك أن تسمع ولسانك الذي ينطق بما يدور في وجدانك.
فالصداقة الحقيقية مبنية على الإخلاص والاحترام دون النظر للمنفعة من الطرفين صحيح أننا سنتألم عند اكتشاف زيف الصديق ولكن لا نحزن عند الصدمات فلولاها لأصبحنا نعيش مخدوعين مدة طويلة فالحقيقة كثيراً ما تكون قاسية ولكنها تنقذك من الاستمرار في صداقة تستنفد طاقتك وتشكل عبئاً على حياتك وجميعنا يعلم أن من ضمن المستحيلات الصديق الوفي.
فالصداقة الزائفة لا تدوم و لا تستغرق وقتاً طويلاً بل تنتهي بانتهاء قضاء المصلحة ثم يظهر الصديق الزائف حقده و كره و غله و لا يستطيع أن يخفي الكامن بداخله من ضغائن نفسية.
وفي الختام فإن الصداقة الواعية والواعدة تُبنى بين أفرادها على الاحترام والصدق والثقة والتفاهم المتبادل وتساهم في تعزيز الرفاهية النفسية والاجتماعية. لذلك، علينا الحذر من إطلاق مسمى الصداقة على كل تافه أو عابر على حياتنا حتى لا نقول يوماً أن الأصدقاء قد تغيروا.
فلا نخشى على ظهورنا من عدو واضح وشريف قدر ما نخشى على قلوبنا من صديق زائف

الصداقة الزائفة "استغلال و أذى"
Comments (0)
Add Comment