دُون أدنَى جدْوَى

للأديبة والكاتبة/خيرة مباركي من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
على حافةِ الافتراضِ حاولتُ التذكّرَ .. كمْ يبعُد القمرُ عن وريدي؟؟؟؟
لم يكن قصياًّ .. أشتمُّ صقيعَه،
من بقايا عطرِه السَّماوي..
ّ من نبضه الأخضرِ المعبّئ بأريجي الزهريّ ..
ما تدرِكُ أشعّتَهُ الأحذيةُ المغريةُ!!!
ولم تدنِّسْ بياضَهُ الأظافرُ الملوّنةُ ..
الصباحاتُ تُلاعبُ سرَّها بعبثٍ داكنٍ ..
حين أطلقتْ أشعّتَها المتغيّرةَ
وصارت القهوةُ تحنُّ إلى عطرِها الأصيلِ ..
هذا قمري غريقٌ في اختبائه .. يلمّعُ ما تبقّى من حكاياَ
يتلقّف أحاجيها ببلاغةٍ قديمة..
يلتقطُ أنفاساً غريبةً.. ويهربُ ..
عطرُه يرتجِفُ
يُقايِضُ أقراطَها .. ويرتَجفُ ..
لقد سقطت في طوفانِها تبايعُ
مراياها.. لكنّها لا تعي النداء …
فكم يلزمُ لتستيقظَ؟؟؟!!!
كمْ يلزَم لتَستنْفِرَ أحلامَها بعلامةِ استفهامٍ أخيرة
وحروفِ عطفٍ لاشرعيّةٍ
عالقةٍ بشرفةٍ قديمةٍ
أَغلقَها المارّون وباءت بالوهمِ ..
في ليلةٍ مظلمةٍ ..
غاب فيها القمرْ!! …
أيها العيدُ .. بلِّغْ سلَامنا لفيروز
وخبّرها بأن ألحانها مهموزةَ الوجعِ
لم تعُدْ تتبرْعَمُ في الصّباحِ الجديدْ
صارت مجرّدَ احتمالات لحكايا قديمهْ..
خبّرْ القمرَ الظاعنَ
بأنّه كانَ رؤيا جميلةً.. وخانها الرُّهبانُ..
سأرسمُها في دمي غداة غدي لحظة خسوف بارعةٍ
و”يا خوف الفؤاد من غد”
خيرة مباركي. تونس
دُون أدنَى جدْوَى
Comments (0)
Add Comment