د. إيمان بشير ابوكبدة
أعلنت وزارة الصحة في غزة القطاع منطقة موبوءة بشلل الأطفال، بعد عشرة أيام من تأكيد منظمة الصحة العالمية اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في وسط وجنوب القطاع الفلسطيني. ولم يتم حتى الآن اكتشاف حالات إصابة بشلل الأطفال بين السكان، ولكن تم اكتشافها في ستة من العينات البيئية السبع التي تم أخذها.
وفيما يلي محاولة للإجابة على الشكوك الرئيسية التي قد يثيرها هذا المرض، الذي تم القضاء عليه عمليا في جميع أنحاء العالم بفضل التطعيم:
كيف يتم نقله؟
شلل الأطفال هو مرض معدي ومهدد للحياة وينتج عن الإصابة بأحد أعضاء فيروس شلل الأطفال في عائلة الفيروسات المعوية (فيروس بيكورنا). وينتقل من شخص إلى آخر بشكل رئيسي عن طريق البراز والفم، أو بشكل أقل عن طريق الماء أو الطعام الملوث ، ويتكاثر في الأمعاء.
الأعراض
الأعراض الأولية هي الحمى والتعب والصداع والقيء وتصلب الرقبة وألم في الأطراف. في معظم الحالات، لا يسبب الفيروس أي أعراض، أو تكون خفيفة جدا. ومع ذلك، في حالة واحدة من كل 200 حالة، يغزو هذا المرض الجهاز العصبي، ويدمر الخلايا العصبية ويتسبب في فقدان العضلات المصابة لوظيفتها، وهي حالة تعرف باسم الشلل الرخو الحاد. إذا هاجم الفيروس الخلايا العصبية الحركية في جذع الدماغ، فإنه يقلل من القدرة على التنفس ويمكن أن يسبب صعوبة في البلع والتحدث. ويموت ما بين 5% إلى 10% من هؤلاء الأشخاص .
ومن بين الذين يتغلبون على المرض، يتعافى البعض تماما، ولكن يصاب البعض الآخر بإعاقة دائمة. قد يعاني الناجون من مرض شلل الأطفال من زيادة ضعف العضلات وأعراض أخرى بعد عقود من التعافي، وهي حالة تعرف باسم “متلازمة ما بعد شلل الأطفال”.
الأشخاص الأكثر عرضة للخطر
يؤثر مرض شلل الأطفال بشكل رئيسي على الأطفال دون سن 5 سنوات ، ولكن أي شخص لم يتم تطعيمه يمكن أن يصاب بالمرض، بغض النظر عن عمره.
العلاج
لا يوجد علاج لشلل الأطفال، بل يمكن الوقاية منه فقط. ومع ذلك، فإن اللقاح المضاد لشلل الأطفال يوفر حماية عالية جدا للأطفال ، والتي يمكن أن تستمر مدى الحياة إذا تم إعطاؤه عدة مرات. هناك نوعان من اللقاحات المتاحة: أحدهما عن طريق الفم والآخر عن طريق الحقن. كلاهما فعال وآمن ويستخدم في مجموعات مختلفة في جميع أنحاء العالم. يتم تضمينه في جدول التطعيم ويتلقى الأطفال أربع جرعات: في عمر 2 و4 و11 شهرًا؛ وفي عمر 6 سنوات. ومن الجرعة الرابعة يعتبر أن هناك مناعة مدى الحياة.
هل يمكن القضاء على المرض؟
تكون استراتيجيات القضاء على شلل الأطفال فعالة عند تنفيذها بالكامل، كما يتضح من حقيقة أنه تم القضاء على المرض في معظم البلدان بفضل أدوات الصحة العامة مثل التطعيم، والذي، على الرغم من أهميته، ليس الوحيد. بالإضافة إلى ذلك، هناك تدابير أخرى مثل تعزيز المراقبة الوبائية أو تحسين البنية التحتية لتوزيع المياه الآمنة.
عدد الحالات المسجلة سنويا
أوضح رئيس جمعية علم اللقاحات الإسبانية، فقد انخفضت حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري بنسبة تزيد على 99% منذ عام 1988، عندما أشارت التقديرات إلى وجود 350 ألف حالة في أكثر من 125 دولة مصابة بشلل الأطفال المتوطن، في دولتين فقط في أكتوبر 2023 بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وهكذا، في عام 2023، تم تسجيل 6 حالات فقط لشلل الأطفال بسبب الفيروس البري من النوع الأول في أفغانستان و6 حالات أخرى في باكستان، وجميعها في المناطق الحدودية بين البلدين. وفي العام السابق، 2022، كانت هناك حالتان في أفغانستان، و20 حالة في باكستان، و8 حالات في بلد غير موبوء، وهو موزمبيق.