التحكم والهيمنة علي منابع الآنهار العابرة للحدود دون تنسيق مع دول المصب إرهاب دولي

بقلم / وليد درويش

نعيش الآن مظاهر التطرف المناخي في أسوء صوره من جفاف وإرتفاع درجات الحرارة القياسية وإرتفاع منسوب البحار والمحيطات وأعاصير وفياضانات مدمرة ويرجع هذا التطرف المناخي لزيادة إستخدام الوقود الإحفوري وإنبعاثات الكربون مما ادي إلي ظاهرة الإحتباس الحراري وقد تم عقد أكثر من مؤتمر دولي للمناخ لحث الدول الصناعية للتقليل من إنبعاثات الكربون السبب الرئيس في أزمة الكوكب ومن ضمن التوصيات هي أن تم الإتفاق علي استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة بشكل تصاعدي ووتيرة أكبر للتمكن من خفض درجات الحرارة .
وعلي نحو آخر هناك دول تعاني من ندرة الأمطار والتصحر والجفاف ( الفقر المائي) وهو نصيب الفرد من المياة الصالحة للإستخدام الآدمي لإستمرار الحياة و مصر من دول القائمة للفقر المائي مع انها من دول المصب لنهر النيل العابر للحدود بتدفق يبلغ ٥٥ مليار متر مكعب وكانت هناك اتفاقات منظمة وإتفاقيات ملزمة قبل تعديلها في عام ٩٩ ومنها اتفاقية عنتيبي ولكن لم تبلغ النصاب القانوني بالموافقة من الأعضاء البالغ عددهم ١٢ دولة بعد انضمام دولة جنوب السودان وقد وافقت الأخيرة ضمنيا منذ أيام لترقي هذه الإتفاقية بشرعية قانونية دولية مقحفة لدول المصب وهو بند خاص بتلك الإتفاقية ألا وهو عدم الإعتراف بحصص دول المصب وان المشروعات التنموية علي الأنهار حق مكتسب لدول المنبع والمرور دون الإلتفات إلي إعلام دول المصب أو أخذ الموافقة
وبذلك يبدء فصل جديد من نزاعات وحروب مياة مستقبلية يغذيها الغرب المستعمر السابق لتأجيج الصراعات وإدارة الصراعات والإستفادة منها وهذا الفصل يتعارض مع فكرة صيانة الأمن والسلم الدوليين .
وقد تغذت فكرة السيطرة والتحكم في الأنهار وموارد المياة علي أن تحويل المياة إلي سلعة إستراتيجية وحلم تحويلها إلي بنوك للمياة بفضل ترويج المستعمر لتك الرؤيا فقد وجدت الدول فقيرة العقول فقيرة الضمير الإنساني متنفس لها بلعب دور ما بالإستحواذ بالهيمنة بالتهديد بالإبتزاز بالإرهاب علي دول المصب لجني ثمار إقتصادية من هذا العبث والإرهاب الدولي العابر للحدود بعد أن كانت الأنهار سابقا مثال حي للتعاون والتجارة بين الدول أصبح صراع وحروب ومطامع وأوراق ضغط سياسي ونفوذ .
عجبا علي هذا الكوكب البائس فقد أعطانا الله كل شئ بالمجان وخلقنا الله أحرار لكن الضغائن والطمع وحب النفس ظهر منذ فجر التاريخ بهابيل وقابيل إلي أن وصل لأشدة وأسوء صور السفور والإنحراف الأخلاقي والإرهاب العنصري والفكري . اللهم أحفظ الوطن من الفتن ما ظهر منها وما بطن وسائر بلاد أمتنا العربية وتحيا مصر حرة أبية شامخة هاماتها
بين الأمم .

التحكم والهيمنة علي منابع الآنهار العابرة للحدود دون تنسيق مع دول المصب إرهاب دولي
Comments (0)
Add Comment