د. إيمان بشير ابوكبدة
يعد اختراع الكتابة نقطة حاسمة في تاريخ البشرية. لقد سمح لنا بتسجيل الأحداث ومشاركة القصص والحكايات والأساطير، باختصار، لسرد شيء مادي من الماضي لأشخاص آخرين، دون المخاطرة بنسيان أي شخص. والأدب له نصوص جميلة محفوظة.
ملحمة جلجامش
تعتبر ملحمة جلجامش أقدم عمل أدبي تم اكتشافه في العالم. وهي قصيدة ملحمية عظيمة من الأدب السومري عمرها حوالي 4 آلاف سنة، تروي مغامرات ملك أوروك جلجامش. وقد عثر أحد علماء الآثار على محتوياتها في اثني عشر لوحًا مصنوعًا من الطين، يحتوى كل منها على ما يقرب من 300 آية.
إذا قرأت أن هناك أحد عشر، فأنت لست مخطئا بالضرورة، حيث يميل المؤرخون إلى تجاهل اليوم الثاني عشر لأنه يحتوى على نسخة مركبة من التاريخ، وهو أيضا متناقض إلى حد ما.
تم العثور عليها في القرن التاسع عشر، وكانت جزءا من مكتبة دمرها البابليون عام 612 قبل الميلاد، في المنطقة التي تضم العراق الحديث. يرى بعض العلماء أن ملحمة جلجامش أثرت في تأليف قصائد هوميروس بعد 1500 عام.
حكاية المنبوذ
تسمى أيضا جزيرة الثعبان، وقد كتبت حكاية غرق السفينة على ورق البردي حوالي عام 1900 قبل الميلاد، مما يجعلها أقدم عمل أدبي في التاريخ المصري. وعثر على هذه الحكاية في القرن التاسع عشر في متحف بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، وتضم ثلاث شخصيات يتم سرد قصصها في وثيقة يبلغ طولها 3.8 متر.
كل واحد منهم يتم سرد قصته، في النصوص التي كانت مهمتها التدريس، مثل أهمية معرفة كيفية الإستماع. ويرى الباحثون أن النص له تفسير حرفي، وآخر رمزي، حيث توجد معلومات عن الديانة المصرية.
سفر أيوب
يثير تأريخ سفر أيوب جدلا متكررا، إذ يرى بعض المؤرخين أنه كتب في عصر ما بعد البابلي، بينما يقترح البعض الآخر شيئا قريبا من عام 2000 قبل الميلاد، مما يجعل عمره 4 آلاف سنة تقريبا. هناك جدل آخر يدور حول مؤلفه.
ويعتبر أول الكتب الشعرية للعهد القديم من الكتاب المقدس المسيحي، والذي يروي كيف ظل الإنسان مخلصا لله، حتى في مواجهة العديد من الإغراءات. إنها مناقشة حول ضرورة أن يتألم الرجل الصالح، بناءً على قصة أيوب عليه السلام.
شريعة حمورابي
تعتبر شريعة حمورابي أول مجموعة من القوانين في تاريخ البشرية، وقد تم وضعها ودخلت حيز التنفيذ خلال حكم الرجل الذي أعطى النص اسمه، في بلاد ما بين النهرين، بين عامي 1792 و1750 قبل الميلاد.
ومن المعروف أنه يستند إلى قانون تاليون، الذي يعاقب فيه المجرمين باستخدام الجريمة المرتكبة كمعيار لتحديد العقوبة، والتي دخلت الثقافة الشعبية على أنها “العين بالعين، والسن بالسن”.
وقد تم نقشها على حجر الديوريت الأسود للتأكيد على تقوى الإمبراطور وإحساسه بالعدالة، بالإضافة إلى ناموسيته.
كتاب الموتى
يعتبر كتاب الموتى من أشهر النصوص الأدبية في الكتابة المصرية القديمة. يوجد ما يقرب من 200 ورقة بردية، يعود تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد، لمؤلفين مختلفين، تجمع بين التعاويذ والصيغ السحرية والصلوات والتراتيل والأدعية من مصر القديمة.
كلما مات شخص ما، كانت تكتب نسخة من هذا النص وتوضع بجوار القبر، بهدف مساعدة المتوفى في انتقاله إلى عالم الموتى. كما كان يتم نسخ المقتطفات في القبر لدرء المخاطر المحتملة. وهذا يعني أن جميع النسخ ليست متماثلة، بل تحتوى دائما على ملف تعريف الشخص الذي طلبها.