د. إيمان بشير ابوكبدة
الأطفال معرضون بشكل خاص للآثار الضارة لتلوث الهواء، والتي تبدأ في التأثير على صحتهم في وقت مبكر من الرحم وتستمر في التأثير عليهم طوال حياتهم.
كشف تقرير عن حالة الهواء العالمي 2024 عن إحصائية مذهلة: في عام 2021، كان تلوث الهواء ثاني أهم عامل خطر للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، ولم يتفوق عليه سوى سوء التغذية. في ذلك العام، كان سبب وفاة أكثر من 7 آلاف طفل دون سن الخامسة هو تلوث الهواء.
ويمثل هذا الرقم 15% من إجمالي الوفيات العالمية في هذه الفئة العمرية، وهو ما يعني فقدان ما يقرب من 2000 حياة من الأطفال يوميا بسبب المشكلات الصحية المرتبطة بتلوث الهواء. ويشمل هذا العدد المروع أكثر من 570 ألف حالة وفاة بين الأطفال حديثي الولادة.
ويسلط التقرير الضوء أيضا على وجود صلة مهمة بين تلوث الهواء والولادات المبكرة، حيث ارتبطت 34% من الولادات المبكرة في جميع أنحاء العالم في عام 2024 بالهواء الملوث. غالبا ما يواجه أولئك الذين يبقون على قيد الحياة تحديات صحية دائمة، بما في ذلك الإعاقة وتأخر النمو.
ما الذي يسبب ارتفاع تلوث الهواء؟
هناك جانب مهم آخر يغطيه التقرير وهو التفاعل بين تلوث الهواء وتغير المناخ. ينشأ التلوث PM2.5، وهو أحد المكونات الرئيسية لتلوث الهواء، من حرق الوقود الأحفوري والكتلة الحيوية.
ينتشر مصدر التلوث هذا في وسائل النقل والتدفئة السكنية ومحطات توليد الطاقة بالفحم والأنشطة الصناعية وحرائق الغابات. وتعد هذه الأنشطة أيضا من المساهمين الرئيسيين في انبعاثات غازات الدفيئة، مما يؤكد التهديد المزدوج للصحة العامة والبيئة.
ويقدم التقرير بيانات مفصلة عن التعرض لملوثات الهواء الشائعة مثل الجسيمات الدقيقة والأوزون وثاني أكسيد النيتروجين، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج التأثيرات الصحية لثاني أكسيد النيتروجين.
يعد هذا التقرير، الذي أعدته مبادرة حالة الهواء العالمية، بمثابة تعاون بين معهد التأثيرات الصحية ومشروع العبء العالمي للأمراض التابع لمعهد القياسات الصحية والتقييم، بالشراكة مع اليونيسف. ويعتمد على بيانات من دراسة العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر (GBD 2021) التي أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME). وتنظر هذه التقديرات في تأثير 88 من عوامل الخطر البيئية والسلوكية والغذائية على الصحة في 204 دولة وإقليم.
إن فهم ومعالجة الآثار الوخيمة لتلوث الهواء على الأطفال أمر بالغ الأهمية لحماية الأجيال القادمة والتخفيف من الآثار الصحية والبيئية طويلة المدى.