بقلم/ علي شعــــــلان .
” أنا لم أفشل ، بل وجدت 10.000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها ” . مقولة توماس أديسون الشهيرة تعليقاً علي تكرار محاولات باءت بالفشل في خضم تجربته العلمية لإنتاج الكهرباء عن طريق إختراع المصباح الكهربي .
وها قد مرت السنون الطوال ، ونحن في ألفية ميلادية جديدة ترفع شعار ” الجيل الخامس ” وقد تُعاود الحكومة المصرية الموقرة علي إستحداث المحاولة رقم واحد بعد ال 10.000 في إيجاد طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها ، وهي قطع الكهرباء عن متلقي الخدمة عن دافع هذه الخدمة عن دافع الضرائب بشكل يومي دون مراعاة لأي إعتبارات حقوقية للمواطنين أو الأقلية للمغلوبين علي أمرهم (من طلاب الثانوية العامة أو المرضي أو الباحثين). توافر الكهرباء مصاحبه تواجد أبسط الحقوق الإنسانية (مأكل ، مشرب ، التزاوج والأمان بشقيه الإجتماعي والمادي ) لجميع مواطني كوكب الأرض فلا يُمكن الإستغناء عن هذه مقابل تلك ولا يجوز المفاضلة بينهم .
فلا إستطاعة للقيام بالواجبات ولا الحصول علي الحقوق الأساسية بدون طاقة ومن أنواع الطاقة هي الطاقة الكهربائية فلا حياة بدون الطاقة بأنواعها . ولا يجوز مُقارنة ظروف دولة عريقة أو بشكل الإنسان المعاصر بظروف أفراد قبائل أدغال أمريكا الجنوبية ، والعالم بصدد إعداد خردة صناعية مجسمة بشكل آدمي تناطح الإنسان في مشاغل الحياة كلها .
وحين تحتفي غزة بأحد أقدس الشعائر الإسلامية وهو عيد الأضحي المبارك رغماً عن قصف الإحتلال المتواصل لهم ، لكن تفكير هذا الشعب المناضل في إسترداد سبل الحياة بقوة ، كما قال أمير الشعراء : ” تؤخذ الدنيا غلاباً ” محاولين إنارة الظلام الدامس والخيم الموحشة التي يقنطون بها في الطرقات بإستخدام الألواح الشمسية فوق المنازل ، بين الممرات والزقائق وأعلي الخيم .
دويلة في خضم أزمتها الإنسانية تتفرد بتطبيق طريقة تكنولوجية حديثة للحصول علي الكهرباء عن طريق ألواح شمسية داكنة اللون بأدوات الطاقة المكملة فتحصل علي الإنارة ،شحن الهواتف الذكية والبطاريات وقد وضعت شعبها في مقدمة شعوب العالم الأول كالألمان وسبقت في إستخدامها علي المستوي الشعبي بها بلدان كثيرة ظروفها أكثر إستقرارا من غزة .
فهل هناك دولة أقل إستقراراً من غزة !.
وجود حل سحري للقضاء علي هذه المشكلات المتلازمة منذ سنة مع المصريين وإعانة المسؤليين علي حلها . هو إطلاق مبادرة قائمة علي توفير لوح شمسية بأدوات الطاقة المكملة للجميع ونظراً لإرتفاع أسعارها يجب أن توفر الحكومة قروض صفر فوائد مع إمتيازات وحوافز لتشجيع المواطنين علي تنفيذ هذه المبادرة .مع تعزيز الطرق الدعائية والتوعوية لآلية التشغيل وحث المواطن علي إتباع هذه التكنولوجيا نظيفة البيئة (صفر إنبعاث ) .
مع وضع خطة عشرية تحت إشراف وزارة التخطيط لها ستضمن التوافق بين تخفيف كلفة فواتير إستيراد الغاز علي الحكومة سنوياً علي التواز توجيه أطر هذا التوفير المالي لتغطية مخصصات المبادرة بشكل صحيح مما يعزز من إستداماتها .
وبين التنفيذ وبين جني الثمار نخلق مواطن يتنفس الصعداء ولو قليلاً من حل مشكلة إنقطاع الكهرباء بإستمرار ونولد دخلاً إضافياً للحكومة بوقف نزيف العملة الصعبة الموجهه نحو الإستيراد .
وليس ببعيد وقتها أن ترتقي طموح المواطن المنتج المواطن المستثمر المواطن المستهلك في خطته بدعم بلده من التحول من مستهلك للطاقة الشمسية إلي منتج ومصدر إلي الخارج عن طريق التذاكي علي حيتان هذه الصناعة بتوطينها هنا ومن ثم يجلب الأخضر المنعش إلي الوطن ( إن تفكر أنا وأنت عن ماهية الأخضر المنعش وهل هي أوراق عملة الدولار الأمريكي ، تفكر المواطن بدرجة أرقي وهو الهيدروجين الأخضر خصوصاً أن مصر من ضمن الأسواق الناشئة الخصبة لهذه الطاقة النظيفة ). حينها ممكن أن تتحول الدولة من مصر منور شعبها إلي أرض منورة بأهلها !! .