..أو كنت دمية في يديه ؟

 

بقلم / انتصار عمار

كان الحب عاطفة قوية، أحياها ونفسي فقط، ولا أستطيع الإفصاح عن مكنون تلك العاطفة، أو حتى محاولة التفوه بهذه الكلمة.

قصرًا جميلًا فارهًا، ملئ باللألئ، والجواهر النفيسة، كم تمنيت أن أصعد يوما ما درج دهاليز هذا القصر، وأعتلي سُلمه، بل وأسكنه، وأحياه واقعًا جميلًا، لا خيالًا فقط، لكني كنت أخجل من أن أعيش تجربة الهوى كسائر زميلاتي، وظللت هكذا حتى كبرت.

وذات يوم ساقه القدر إلي، لقيته بدربٍ شائك، كله أحزان مسكوبة، تفترش الأرض، أرض حياتي، كان هو فرحتي،كنت أحيا من خلال أحرف كلماته، أستمد قوتي به، حييته أجمل قصيد خُط بعمري.

أخبرني أنه يهواني، آمنت بأنه راهب في محراب هواي، وأنه لا حياة له على كوكب الأرض دوني، شعرت حينها وكأنني أحتضن أنجم السماء، وأبيت وعين القمر، وأسكن الليل،وأعشق ظلمته.

ولا أصافح صباحًا دون ابتسامة الشمس في ناظريه، وظللت أحيا أسطورة هواه، ولا أستطيع أن أخبره بأمر هواي، وبات شبح الظلام الذي يسكن أعماقي الدفينة يلازمني، يطاردني أينما كنت، بل ويعنفني، لم أنا هكذا ؟

لم لا أبادله أحاديث الهوى؟ لم لا أترك زمام قلبي بين راحتيه؟ لم لا أحياه واقعًا؟ لم أعشقه في صمت؟

لم تشددي هذا؟ وإلى متى سأظل أغزل ثوب الهوى أبياتًا خطت على ورق؟

كان هذا الشبح يؤرق منامي، فكنت أحيا بين أنياب حيرة قاتلة تكاد تفتك بي.

حيرٌة ما بين إلتزامي بأخلاقي وتربيتي، وحيائي في أن أفصح له عن مكنون هواي، وما يدور في فلك قلبي، وبين خوفي في أن يضيع مني هواه.

حتى جاء ذات ليلة، كانت سماؤها ملبدة بالغيوم، وقمرها يبكي، وأنجمها ترتدي الوشاح الأسود.

جاء ليخبرني بأن هناك أخرى بحياته، أو كنت دُميةً في يديه ؟

..أو كنت دمية في يديه ؟
Comments (0)
Add Comment