يوم عرفة

 

د / زمزم حسن 

يعتبر يوم عرفة من معالم العشر الأوائل من ذي الحجة يوم عرفة، الذي يمثل الركن الأساسي في الحج، فالحج عرفة، فمَن فاته الوُقوف بعرفة فاتَهُ الحجُّ وعليه أن يقضيَه في العام التالي، وصيام يوم عرفة له فضل جزيل.

وفي صحيح مسلم قال النبي ـ ﷺ: “صيام يوم عرفة أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبلَه والسنة التي بعده”، والمعنى أنه يكفِّر ذنوب صائمه في سنتين، والمراد الصغائر ورفع الدرجات، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نَصُوح، وأما حقوق العباد فتحتاج إلى رد الحقوق لأصحابها.

ولا يُستَحبُّ صيام هذا اليوم للحاج لأنه مشغول بأداء المناسك ولكيلا يضعف عن أداء الطاعات المنوطة بالحج، وبهذا يكون المسلمون جميعًا وقوفًا على باب الرحمة والمغفرة، هذا بحجه وذاك بصومه، وقد قال رسول الله ـ ﷺ ـ في فضل يوم عرفة ـ كما في صحيح مسلم: “ما من يوم أكثر من أن يعتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء”، والمراد بالدنو هنا دنو الرحمة والكرامة لا دنو المسافة والمماسة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وفي رواية لأحمد وابن حبان والحاكم قال ـ عليه الصلاة والسلام: “إن الله يباهي بأهل عرَفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبْرًا.

يوم عرفة
Comments (0)
Add Comment