كتبت/سالي جابر
يحكي الفيلم عن أسرة من البط مكونة من أم وأب وطفلين، يعيشون حياة عادية هادئة يبتعدون عن كل ما يسبب لهم المتاعب، يعيشون في بِركة لا يرحلون عنها، وجدت الأم سرب من البط المهاجر رائع منظرهم يرفرفون بأجنحتهم الجميلة في منظر خلاب، نادت البطة الأم على أطفالها بنبرة سعادة لينتبهوا لشكل السماء المزخرشة بالبط وقالت بطتها الصغيرة:” شكلهم حلو أوي ياترى رايحين على فين ؟ ”
لكن الأب هرب من الموقف وأخذ أولاده، وبنبرة حزينة غاضبة قالت له الأم” أنت بجد محتاج تقوي نفسك يا ماك قبل ما يفوت الآوان…يالا يا أولاد”
زعل جدًا ماك على نفسه لإن تلك نظرة زوجته له، ووجد أونكل دان الذي قال له:” أنا سمعت خناقتك مع عائلتك، بصراحة أنت عندك حق، إي لازمة السفر ووجع القلب، ليه مانرضاش باللي أحنا فيه، الأكل كتير والبركة أهي، أتمسك برأيك ووقتها هتبقى زيي وحيد وسعيد ولوحدك…”
زعل ماك وقرر الهجرة .
كان دائما يحكي لهم عن طائر البلشون، ويحكي لهم عنه قصص خيالية ألفها هو داخل دماغه حتى يُشعر أطفاله إنه مصدر خطر كبير لهم، بالرغم إنهم وقت مقابلة طائر البلشون وجدوه طائرًا مسالمًا، وعلى العكس من رأي ماك به فإن الطائر قام بحمايتهم من المطر ومن خطر هجوم الأسماك عليهم وتلك ما تسمى بـ ( المعرفة الزائفة) كانت معرفته بالخطر زائفه لإنه لم يحاول الخروج .
وبعد قرار الهجرة والتحليق في السماء بقيادة أونكل دان وجدوا الطيور تسير في طريق معاكس لهم؛ فقال القائد إنه واثق جدًا أن هذا الطريق إلى جاميكا، وفجأة وجدوا أعاصير وأمطار، وهذا يعني بـ ( المعرفة الناقصة) لإنهم لو كانوا يسافرون كثيرًا كانوا عرفوا تقلبات الجو، ويعودوا إلى منزلهم لحين انتهاء العاصفة بدلًا عن وقوعهم في المشاكل .
كان دائمًا الأب يحكي لهم عن الخطر الخارجي الذي يهددهم ويرهبهم من طائر البلشون؛ وذلك لأنه لم يتعرف على الخطر الحقيقي، وبعد ما قابلوا الببغاء المحبوس في قفصه على يد الطباخ( الشرير) وهو بالفعل يمثل خطرًا لهم.
عرفوا أنهم كانوا تحت براثن ما يسمى بـ( المعرفة السلبية)
الخوف هو العدو الأكبر لإنه يمنعنا من متعة التجربة، قرر الأبناء إنقاذ الببغاء بالحصول على مفتاح القفص من الطباخ، وكانت تجربة ممتعة لأبعد الحدود بالنسبة لهما؛ لإنهما دخلا المطبخ وحصلا على المفتاح من جيب الطباخ وحررا الببغاء.
وكانت تلك ( المعرفة بالتجربة) تعرفوا على عدة أشياء من تلك التجربة.
ما أجمل أن نجرب ماكان العقل يخيفنا منه، ويشعرنا بالسرور !
كانوا يسمعون عن بحر جاميكا المضيء ليلًا، لكن دومًا السماع شيء يختلف عن المشاهدة، وعندما دخلوا جاميكا ورأوا البحر المضيء لمعت داخل أعينهم الفرحة وانعكس جمالها على مياه البحر، وتلك ما تُدعى( المعرفة بالتجربة).
وبعد تلك الأحداث الجميلة التي مروا بها، قامت البطة الصغيرة ( الابنة) بتولي زمام القيادة للطيران وإعطاء الجميع التعليمات…. وتلك تسمى ( المعرفة بالممارسة).
هو مجرد فيلم كارتون ممتع للكبار قبل الصغار، وتلك فرصة عظيمة لتنمية بعض المهارات الحسية والإبداعية للأطفال، وتوليد الثقة بهم وبمحاولاتهم للمعرفة،