د. إيمان بشير ابوكبدة
يرتبط ارتفاع نسبة الكولسترول والعقم ارتباطا وثيقا. يؤثر ارتفاع مستويات الكولسترول سلبا على جودة الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة.
الكولسترول
الكولسترول هو مادة دهنية شمعية يتم إنتاجها في الكبد وتوجد في خلايا الدم البيضاء وأغشية الخلايا في جميع أنحاء الجسم. وهي مادة أساسية ضرورية للحفاظ على الوظيفة الخلوية الطبيعية وتوازن أجهزة الجسم.
يستخدم الكولسترول لصنع العديد من المواد الأخرى في الجسم، بما في ذلك الهرمونات. ينتج الجسم نوعين من الكولسترول: الكولسترول الجيد والكولسترول السيئ.
الكولسترول الجيد
يُعرف البروتين الدهني عالي الكثافة بالكولسترول الجيد لأنه يعيد الكولسترول إلى الكبد من جميع أنحاء الجسم. وهذا يمنع الكوليسترول من تكوين لويحات في الشرايين ويسمح للكبد بإزالة الكولسترول الزائد من الجسم.
الكولسترول السيئ
يشار إلى البروتين الدهني منخفض الكثافة بالكولسترول السيئ لأن الكميات الكبيرة منه تؤدي إلى تراكمه في الشرايين، مما يؤدي إلى مشاكل صحية حادة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم. عادة ما يكون لدى الشخص المصاب بارتفاع نسبة الكولسترول كميات أعلى من المتوسط من الكولسترول السيئ.
أسباب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم
ينتج الجسم كل الكولسترول اللازم لدعم وظائف الجسم الطبيعية. ويوجد الكولسترول أيضا في الأطعمة ذات الأصل الحيواني، مثل اللحوم والجبن والبيض.
تناول الأطعمة التي تحتوى على كميات عالية من الدهون المشبعة، والتدخين، وعدم ممارسة النشاط البدني الكافي يسبب أيضا ارتفاع نسبة الكولسترول.
إن زيادة الوزن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الكولسترول، كما هو الحال مع عمرك. في حين أن الأشخاص يمكن أن يصابوا بارتفاع نسبة الكولسترول في أي عمر، إلا أن خطر الإصابة به يزداد مع تقدم العمر.
قد يصاب الشخص أيضا بارتفاع نسبة الكولسترول إذا كان جسمه ينتج الكثير من الكولسترول السيئ أو لا يستطيع استقلاب الكولسترول بشكل فعال في الكبد. أظهرت دراسة طولية أجريت على أكثر من 3000 مشارك على مدار 11 عاما أن ارتفاع نسبة الكولسترول قد يكون وراثيا.
وأظهرت أن الأشخاص الذين لديهم متغيرات جينية معينة من الجينات المعروفة بأنها مسؤولة عن استقلاب الكولسترول كانوا معرضين بشكل كبير لخطر الإصابة بمستويات مرتفعة من الكوليسترول.
العلاقة بين ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والعقم
ترتبط مشاكل ارتفاع نسبة الكولسترول وخصوبة الرجال بعدة طرق. قد يؤثر ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم على نمو الحيوانات المنوية وجودتها، مما يؤدي إلى العقم.
العقم هو عدم القدرة على إنجاب طفل. ينجم العقم عند الرجال عن سببين رئيسيين: عيوب تؤثر على توصيل الحيوانات المنوية ومشاكل أثناء نمو الحيوانات المنوية.
تشير الأبحاث إلى أن وظائف الإنجاب لدى الذكور تعتمد على مستويات الكولسترول المنظمة بشكل مناسب. تؤثر التغييرات في مستويات الكولسترول سلبا على تطور الحيوانات المنوية أو توصيلها. يلعب الكولسترول دورا مهمًا في وظيفة الغدد الصماء والخصية لدى الذكور. البروتينات الدهنية الموجودة في الدم.
ما يظهره البحث العلمي
تدعم الأبحاث التي أجرتها دراسة LIFE أن ارتفاع مستويات الكولسترول يرتبط بمشاكل الخصوبة، حيث يعاني الأزواج الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول من مشاكل في الحمل أكثر من أولئك الذين لديهم مستويات طبيعية. وجدت هذه الدراسة أن ارتفاع مستويات الكولسترول الكلي ارتبط بانخفاض في الحجم الإجمالي للسائل المنوي وكمية الحيوانات المنوية الحية في السائل المنوي.
ويشير إلى أن مستويات الدهون قد تؤثر على بعض مراحل تطور الحيوانات المنوية وقدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة. وارتبطت المستويات المرتفعة من الكولسترول بالحيوانات المنوية التي كانت أصغر حجما ولها رؤوس أصغر.
وأكدت دراسة أكبر النتائج التي تفيد بأن مستويات البروتين الدهني تؤثر على جودة الحيوانات المنوية. تمت دراسة جودة الحيوانات المنوية لدى 7601 مشاركا في الدراسة تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 70 عامًا. وقام الباحثون بفحص التركيز الإجمالي للحيوانات المنوية، وحركة الحيوانات المنوية، وشكل الحيوانات المنوية.
ووجدوا أن جميع خصائص السائل المنوي ترتبط ارتباطا سلبيا بالعمر، ولكن لها ارتباطا مختلطا بمستويات الدهون. في هذه الدراسة، كان لدى الرجال الذين لديهم مستويات دهون إجمالية أعلى ارتباطات إيجابية بحركة الحيوانات المنوية ولكن لديهم المزيد من الحالات غير الطبيعية في شكل الحيوانات المنوية.
علاج ارتفاع الكولسترول والعقم
وبما أن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والعقم مرتبطان، فإن علاج ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم يساعد الرجال على تحسين نوعية الحيوانات المنوية لديهم وغيرها من المشاكل المتعلقة بالخصوبة. تستخدم أدوية الستاتين لخفض مستويات الكوليسترول السيئ والمساعدة في تنظيم مستويات الكوليسترول الإجمالية.