كتبت: كريمان أحمد عبدالكريم
تهدف التنمية في عمومها بأن يصل الإنسان لأعلى مستوى من الإنتاج بمجهوده أو بمساعدة من حوله وذلك عن طريق توفير فرص وعوامل ملائمة، فأصبحت مهمة الإنسان في العصر الحالي تقتصر في التنمية الاقتصادية التي تتجه لها كيانات كبرى باسم الاستثمار الوهمي والاستعمار الفعلي؛ فأصبحت لغة المشاريع والصفقات هي اللغة التي يجيدها العالم بأسره دون الانصراف إلى أضعف المخلوقات والمفترض والذي من المفترض أنه المستفيد الوحيد من تلك المشاريع الضخمة ومع ذلك تزداد مع الوقت النماذج الحيوانية التي تظهر على هيئة إنسانية مُرتكبة أفظع الجرائم والكوارث الغير أخلاقية أو أدمية أبدا، حيث إن تلك النماذج لم تتهيأ أبداً لتتعامل مع رياح التغيير الضخم الذي طرأ عليها على غفلة، فأخذ ذاك الطوفان يضرب جذور ثقافات وحضارات بل ويخسف الفنون الراقية.
لتنشغل الأسرة المعاصرة باستثمار العقارات والوجه الاجتماعي المناسبة لاحتياجات الفرد غير مبالية بالطفل ولا بالتنشئة الصحيحة والتهذيب الأصيل، لنترك الطفل وحده يواجه سرطان السوشيال ميديا و ليصبح تابعاً للعرائس الخشب في التيك توك ويتخلل لعقله وروحه أفكارا عشوائية وغير مناسبة لسنه وروحه الطاهرة لتغتل طفولته وانسانيته، فيصبح الطفل أكثر ما يشغله هو أن يصبح «نمبر وان» بالكذب والزور و والقوة الحيوانيه وتحاول الفتاة أن تجد الاهتمام من الآخرين من خلال التقليد الاعمى بناءاً على الفكرة التي أخذتها من الوهم الذي تعايشت معه وظنته الحقيقة ومع الوقت… بأفكار لا تفهم معناها ولا تعرف من أين أتت! فتنجح تلك الجماعات في بث سمومهم في أذهان ونفوس أجيال كاملة.
فالتنمية الحقيقية في النهاية هي تنمية الفرد للارتقاء نحو الأفضل، نحو محتوى هادف، ونحو نفس راقية، وأشخاص أسوياء نفسيا، مؤهلين لأن يصبحون قادة…