لماذا ترمش كثيرا؟

د. إيمان بشير ابوكبدة 

وجدت دراسة جديدة أجراها علماء في جامعة روتشستر بالولايات المتحدة أن كثرة الرمش اللاإرادي يلعب دورا أكبر مما كنا نعتقد سابقا، حيث يساعدنا أيضا في معالجة المعلومات البصرية المختلفة.

لقد اعتقدت البشرية منذ فترة طويلة أن الرمش هو فقط لإبقائها خالية من الغبار والحطام، مما يساعد على منع العدوى والإصابات. في المتوسط، يرمش البشر ما يصل إلى 20 مرة في الدقيقة، أو ما يقرب من 20 ألف مرة في اليوم – وهو أمر يبدو مبالغا فيه بعض الشيء.

على الرغم من أن كل ومضة تستمر من 0.1 إلى 0.4 ثانية فقط، إلا أن المجموع يمثل حوالي 8% من الساعات التي نقضيها مستيقظين وأعيننا مغلقة. ونتيجة لذلك، يجب على الدماغ أن يعمل بجهد أكبر لمواجهة هذه الانقطاعات المستمرة في المعالجة البصرية، الأمر الذي لن يكون يستحق العناء، من الناحية التطورية، إذا كان فقط لإبقاء العيون بعيدة عن الأوساخ.

لذلك، قرر الباحثون التحقق من الفائدة التي يحققها هذا الفعل. وللقيام بذلك، قام الفريق بتتبع حركات أعين المراقبين البشريين أثناء نظرهم إلى المحفزات المختلفة. وباستخدام نماذج الكمبيوتر والتحليل الطيفي لاكتشاف كيفية تأثير الرمش على الرؤية، تمكنوا من فهم كيفية معالجة الدماغ لهذه المعلومات.

تحليل البيانات

وأظهرت المعلومات التي تم الحصول عليها في الدراسة أن الحركة السريعة للجفون أثناء الرمش تغير أنماط الضوء التي تحفز شبكية العين. ترسل هذه العملية نوعًا مختلفا من الإشارات البصرية إلى الدماغ عما يحدث عندما تكون أعيننا مفتوحة وتركز على شيء ما.

من الناحية العملية، سيساعد الرمش الأشخاص في الحصول على نظرة عامة على المشهد وملاحظة الأنماط واسعة النطاق المتغيرة ببطء . وقال مؤلف الدراسة بن يانغ في بيان رسمي: “خلافا للافتراض الشائع، فإن الرمش يعزز – بدلا من مقاطعة – المعالجة البصرية، ويعوض إلى حد كبير عن الخسارة في التعرض للمحفزات”.

ومن خلال البحث الجديد، تشير البيانات إلى أن الرمش سيكون بمثابة أداة أخرى ذات صلة في معالجة المعلومات هذه بدلاً من أن يكون مجرد عمل غير مريح. ولذلك، فإنك لن “تضيع الوقت” أبدا أثناء الرمش، بل ستساعد عقلك على أن يكون أكثر وظيفية.

لماذا ترمش كثيرا؟
Comments (0)
Add Comment